تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٧٤
* (لا يزال بنيانهم الذي بنوا) * بناؤهم الذي بنوه مصدر أريد به المفعول وليس بجمع ولذلك قد تدخله التاء ووصف بالمفرد واخبر عنه بقوله * (ريبة في قلوبهم) * أي شكا ونفاقا والمعنى أن بناءهم هذا لا يزال سبب شكهم وتزايد نفاقهم فإنه حملهم على ذلك ثم لما هدمه الرسول صلى الله عليه وسلم رسخ ذلك في قلوبهم وازداد بحيث لا يزول وسمه عن قلوبهم * (إلا أن تقطع قلوبهم) * قطعا بحيث لا يبقى لها قابلية الادراك وهو في غاية المبالغة والاستثناء من أعم الأزمنة وقيل المراد بالتقطع ما هو كائن بالقتل أو في القبر أو في النار وقيل المراد بالتقطع ما هو كائن بالقتل أو في القبر أو في النار وقيل التقطع بالتوبة ندما وأسفا وقرأ يعقوب إلى بحرف الانتهاء و * (تقطع) * بمعنى تتقطع وهو قراءة ابن عامر وحمزة وحفص وقرئ (يقطع) بالياء و * (تقطع) * بالتخفيف و * (تقطع قلوبهم) * على خطاب الرسول أو كل مخاطب ولو قطعت على البناء للفاعل والمفعول * (والله عليم) * بنياتهم * (حكيم) * فبما أمر بهدم بنيانهم * (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة) * تمثيل لإثابة الله إياهم الجنة على بذل أنفسهم وأموالهم في سبيله * (يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون) * استئناف ما لأجله الشراء وقيل * (يقاتلون) * في معنى الأمر وقرأ حمزة والكسائي بتقديم المبني للمفعول وقد عرفت أن الواو لا توجب الترتيب وان فعل البعض قد يسند إلى الكل * (وعدا عليه حقا) * مصدر مؤكد لما دل عليه الشراء فإنه في معنى الوعد * (في التوراة والإنجيل والقرآن) * مذكورا فيهما أثبت في القرآن * (ومن أوفى بعهده من الله) * مبالغة في الانجاز وتقرير لكونه حقا * (فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به) * فافرحوا به غاية الفرح فإنه أوجب لكم عظائم المطالب كما قال * (وذلك هو الفوز العظيم) *
(١٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 179 ... » »»