تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٠٧
مساق الأول لبيان غرض الانفاق ومساق الثاني لبيان عاقبته وإنه لم يقع بعد * (ثم تكون عليهم حسرة) * ندما وغما لفواتها من غير مقصود جعل ذاتها تصير حسرة وهي عاقبة إنفاقها مبالغة * (ثم يغلبون) * آخر الأمر وإن كان الحرب بينهم سجالا قبل ذلك * (والذين كفروا) * أي الذين ثبتوا على الكفر منهم إذا أسلم بعضهم * (إلى جهنم يحشرون) * يساقون * (ليميز الله الخبيث من الطيب) * الكافر من المؤمن أو الفساد من الصلاح واللام متعلقة ب * (يحشرون) * أو * (يغلبون) * أو ما أنفقه المشركون في عداوة رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أنفقه المسلمون في نصرته واللام متعلقة بقوله * (ثم تكون عليهم حسرة) * وقرأ حمزة والكسائي ويعقوب * (ليميز) * من التمييز وهو أبلغ من الميز * (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا) * فيجمعه ويضم بعضه إلى بعض حتى يتراكبوا لفرط ازدحامهم أو يضم إلى الكافر ما أنفقه ليزيد به عذابه كمال الكانزين * (فيجعله في جهنم) * كله * (أولئك) * إشارة إلى الخبيث لأنه مقدر بالفريق الخبيث أو إلى المنفقين * (هم الخاسرون) * الكاملون في الخسران لأنهم خسروا أنفسهم وأموالهم * (قل للذين كفروا) * يعني أبا سفيان وأصحابه والمعنى قل لأجلهم * (إن ينتهوا) * عن معاداة الرسول صلى الله عليه وسلم بالدخول في الإسلام * (يغفر لهم ما قد سلف) * من ذنوبهم وقرئ بالتاء والكاف على أنه خاطبهم و * (يغفر) * على البناء للفاعل وهو الله تعالى * (وإن يعودوا) * إلى قتاله * (فقد مضت سنة الأولين) * الذين تحزبوا على الأنبياء بالتدمير كما جرى على أهل بدر فليتوقعوا مثل ذلك
(١٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 112 ... » »»