تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٠٣
* (واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة) * لأنهم سبب الوقوع في الاثم أو العقاب أو محنة من الله تعالى ليبلوكم فيهم فلا يحملنكم حبهم على الخيانة كأبي لبابة * (وأن الله عنده أجر عظيم) * لمن آثر رضا الله عليهم وراعى حدوده فيهم فانيطوا هممكم بما يؤديكم إليه * (يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا) * هداية في قلوبكم تفرقون بها بين الحق والباطل أو نصرا يفرق بين المحق والمبطل بإعزاز المؤمنين وإذلال الكافرين أو مخرجا من الشبهات أو نجاة عما تحذرون في الدارين أو ظهورا يشهر امركم ويبث صيتكم من قولهم بت أفعل كذا حتى سطع الفرقان أي الصبح * (ويكفر عنكم سيئاتكم) * ويسترها * (ويغفر لكم) * بالتجاوز والعفو عنكم وقيل السيئات الصغائر والذنوب الكبائر وقيل المراد ما تقدم وما تأخر لأنها في أهل بدر وقد غفرهما الله تعالى لهم * (والله ذو الفضل العظيم) * تنبيه على أن ما وعده لهم على التقوى تفضل منه واحسان وأنه ليس مما يوجب تقواهم عليه كالسيد إذا وعد عبده انعاما على عمل * (وإذ يمكر بك الذين كفروا) * تذكار لما مكر به حين كان بمكة ليشكر نعمة الله في خلاصه من مكرهم واستيلائه عليهم والمعنى واذكر إذ يمكرون بك * (ليثبتوك) * بالوثاق أو الحبس أو الاثخان بالجرح من قولهم ضربه حتى أثبته لا حراك به ولا براح وقرئ * (ليثبتوك) * بالتشديد وليبيتوك من البيات وليقيدوك * (أو يقتلوك) * بسيوفهم * (أو يخرجوك) * من مكة وذلك أنهم لما سمعوا بإسلام الأنصار ومبايعتهم فرقوا واجتمعوا في دار الندوة متشاورين في أمره فدخل عليهم إبليس في صورة شيخ وقال أنا
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»