تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١٠٦
* (وما لهم ألا يعذبهم الله) * وما لهم مما يمنع تعذيبهم متى زال ذلك وكيف لا يعذبون * (وهم يصدون عن المسجد الحرام) * وحالهم ذلك ومن صدهم عنه الجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين إلى الهجرة واحصارهم عام الحديبية * (وما كانوا أولياءه) * مستحقين ولاية أمره مع شركهم وهو رد لما كانوا يقولون نحن ولاة البيت والحرم فنصد من نشاء وندخل من نشاء * (إن أولياؤه إلا المتقون) * من الشرك الذين لا يعبدون فيه غيره وقيل الضميران لله * (ولكن أكثرهم لا يعلمون) * أن لا ولاية لهم عليه كأنه نبه بالأكثر أن منهم من يعلم ويعاند أو أراد به الكل كما يراد بالقلة العدم * (وما كان صلاتهم عند البيت) * أي دعاؤهم أو ما يسمونه صلاة أو ما يضعون موضعها * (إلا مكاء) * صفيرا فعال من مكا يمكو إذا صفر وقرئ بالقصر كالبكا * (وتصدية) * تصفيقا تفعله من الصدا أو من الصد على إبدال أحد حرفي التضعيف بالياء وقرئ * (صلاتهم) * بالنصب على أنه الخبر المقدم ومساق الكلام لتقرير استحقاقهم العذاب أو عدم ولايتهم للمسجد فإنها لا تليق بمن هذه صلاته روي أنهم كانوا يطوفون بالبيت عراة الرجال والنساء مشبكين بين أصابعهم يصفرون فيها ويصفقون وقيل كانوا يفعلون ذلك إذا أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يصلي يخلطون عليه ويرون انهم يصلون أيضا * (فذوقوا العذاب) * يعني القتل والأسر يوم بدر وقيل عذاب الآخرة واللام يحتمل أن تكون للعهد والمعهود * (ائتنا بعذاب) * * (بما كنتم تكفرون) * اعتقادا وعملا * (إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله) * نزلت في المطعمين يوم بدر وكانوا اثني عشر رجلا من قريش يطعم كل واحد منهم كل يوم عشر جزر أو في أبي سفيان استأجر ليوم أحد ألفين من العرب سوى من استجاش من العرب وانفق عليهم أربعين أوقية أو في أصحاب العير فإنه لما أصيب قريش ببدر قيل لهم أعينوا بهذا المال على حرب محمد لعلنا ندرك منه ثأرنا ففعلوا والمراد ب * (سبيل الله) * دينه واتباع رسوله * (فسينفقونها) * بتمامها ولعل الأول إخبار عن إنفاقهم في تلك الحال وهو إنفاق بدر والثاني إخبار عن إنفاقهم فيما يستقبل وهو إنفاق حد ويحتمل أن يراد بهما واحد على أن
(١٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 111 ... » »»