تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٣ - الصفحة ١١٠
والنصر وقرئ * (عبدنا) * بضمتين أي الرسول صلى الله عليه وسلم والمؤمنين * (يوم الفرقان) * يوم بدر فإنه فرق فيه بين الحق والباطل * (يوم التقى الجمعان) * المسلمون والكافرون * (والله على كل شيء قدير) * فيقدر على نصر القليل على الكثير والإمداد بالملائكة * (إذ أنتم بالعدوة الدنيا) * بدل من * (يوم الفرقان) * والعدوة بالحركات الثلاث شط الوادي وقد قرئ بها والمشهور الضم والكسر وهو قراءة ابن كثير وأبي عمرو ويعقوب كالدنيا والعليا تفرقة بين الاسم والصفة فجاء على الأصل كالقود وهو أكثر استعمالا من القصيا * (والركب) * أي لعير أو قوادها * (أسفل منكم) * في مكان أسفل من مكانكم يعني الساحل وهو منصوب على الظرف واقع موقع الخبر والجملة حال من الظرف قبله وفائدتها الدلالة على قوة العدو واستظهارهم بالركب وحرصهم على المقاتلة عنها وتوطين نفوسهم على أن لا يخلوا مراكزهم ويبذلوا منتهى جهدهم وضعف شأن المسلمين والتياث أمرهم واستبعاد غلبتهم عادة وكذا ذكر مراكز الفريقين فإن العدوة الدنيا كانت رخوة تسوخ فيها الأرجل ولا يمشي فيها إلا بتعب ولم يكن بها ماء بخلاف العدوة القصوى وكذا قوله * (ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد) * أي لو تواعدتم أنتم وهم القتال ثم علمتم حالكم وحالهم لاختلفتم أنتم في الميعاد هيبة منهم ويأسا من الظفر عليهم ليتحققوا أن ما اتفق لهم من الفتح ليس إلا صنعا من الله تعالى خارقا للعادة فيزدادوا إيمانا وشكرا * (ولكن) * جميع بينكم على هذه الحال من غير ميعاد * (ليقضي الله أمرا كان مفعولا) * حقيقا بأن يفعل وهو نصر أوليائه وقهر أعدائه وقوله * (ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة) *
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»