تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٤
* (ذلك) * إشارة إلى إرسال الرسل وهو خبر مبتدأ محذوف أي الأمر ذلك * (أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون) * تعليل للحكم وأن مصدرية أو مخففة من الثقيلة أي الأمر لانتفاء كون ربك أو لأن الشأن لم يكن ربك مهلك أهل القرى بسبب ظلم فعلوه أو ملتبسين يظلم أو ظالما وهم غافلون لم ينبهوا برسول أو بدل من ذلك * (ولكل) * من المكلفين * (درجات) * مراتب * (مما عملوا) * من أعمالهم أو من جزائها أو من أجلها * (وما ربك بغافل عما يعملون) * فيخفى عليه عمل أو قدر ما يستحق به من ثواب أبو عقاب وقرأ ابن عامر بالتاء على تغليب الخطاب على الغيبة * (وربك الغني) * عن العباد والعبادة * (ذو الرحمة) * يترحم عليهم بالتكليف تكميلا لهم ويمهلهم على المعاصي وفيه تنبيه على أن ما سبق ذكره من الإرسال ليس لنفعه بل لترحمه على العباد وتأسيس لما بعده وهو قوله * (إن يشأ يذهبكم) * أي ما به إليكم حاجة * (إن يشأ يذهبكم) * أيها العصاة * (ويستخلف من بعدكم ما يشاء) * من الخلق * (كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين) * أي قرن بعد قرن لكنه أنبأكم ترحم عليكم * (إنما توعدون) * من البعث وأحواله * (لآت) * لكائن لا محالة * (وما أنتم بمعجزين) * طالبكم به * (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم) * على غاية تمكنكم واستطاعتكم يقال مكن مكانة إذا تمكن أبلغ التمكن أو على ناحيتكم وجهتكم التي أنتم عليها من قولهم مكان ومكانة كمقام ومقامة وقرأ أبو بكر عن عاصم (مكاناتكم) بالجمع في كل القرآن وهو أمر تهديد والمعنى اثبتوا على كفركم وعداوتكم * (إني عامل) * ما كنت عليه من المصابرة والثبات على الإسلام والتهديد بصيغة الأمر مبالغة في الوعيد كأن
(٤٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 ... » »»