تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٥٣
مثواكم أبدا إلى ما أمهلكم * (إن ربك حكيم) * في أفعاله * (عليم) * بأعمال الثقلين وأحوالهم * (وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا) * نكل بعضهم إلى بعض أو نجعل بعضهم يتولى بعضا فيغويهم أولياء بعض وقرناءهم في العذاب كما كانوا في الدنيا * (بما كانوا يكسبون) * من الكفر والمعاصي * (يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم) * الرسل من الإنس خاصة لكن لما جمعوا مع الجن في الخطاب صح ذلك ونظيره * (يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان) * والمرجان يخرج من الملح دون العذب وتعلق بظاهره قوم وقالوا بعث إلى كل من الثقلين رسل من جنسهم وقيل الرسل من الجن رسل الرسل إليهم لقوله تعالى * (ولوا إلى قومهم منذرين) * * (يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا) * يعني يوم القيامة * (قالوا) * جوابا * (شهدنا على أنفسنا) * بالجرم والعصيان وهو اعتراف منهم بالكفر واستيجاب العذاب * (وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين) * ذم لهم على سوء نظرهم وخطأ رأيهم فإنهم اغتروا بالحياة الدنيوية واللذات المخدجة وأعرضوا عن الآخرة بالكلية حتى كان عاقبة أمرهم أن اضطروا إلى الشهادة على أنفسهم بالكفر والاستسلام للعذاب المخلد تحذير للسامعين مثل حالهم
(٤٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 448 449 450 451 452 453 454 455 456 457 458 ... » »»