تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ٤٣٧
كقولهم ثبت العذر بمعنى أنه عديم النظير فيهما وقيل معناه المبدع وقد سبق الكلام فيه ورفعه على الخبر والمبتدأ محذوف أو على الابتداء وخبره * (أنى يكون لي ولد) * أي من أين أو كيف يكون له ولد * (ولم تكن له صاحبة) * يكون منها الولد وقرئ بالياء للفصل أو لأن الاسم ضمير الله أو ضمير الشأن * (وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم) * لا تخفى عليه خافية وإنما لم يقل به لتطرق التخصيص إلى الأول وفي الآية استدلال على نفي الولد من وجوه الأول أنه من مبتدعاته السماوات والأرضون وهي مع أنها من جنس ما يوصف بالولادة مبرأة عنها لاستمرارها وطول مدتها فهو أولى بأن يتعالى عنها أو أن ولد الشيء نظيره ولا نظير له فلا ولد والثاني أن المعقول من الولد ما يتولد من ذكر وأنثى متجانسين والله سبحانه وتعالى منزه عن المجانسة والثالث أن الولد كفؤ الوالد ولا كفؤ له لوجهين الأول أن كل ما عداه مخلوقه فلا يكافئه والثاني أنه سبحانه وتعالى لذاته عالم بكل المعلومات ولا كذلك غيره بالإجماع
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»