تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٠٢
نزلت في قول المنافقين للمؤمنين عند الهزيمة ارجعوا إلى دينكم وإخوانكم ولو كان محمد نبيا لما قتل وقيل أن تستكينوا لأبي سفيان وأشياعه وتستأمنوهم يردوكم إلى دينهم وقيل عام في مطاوعة الكفرة والنزول على حكمهم فإنه يستجر إلى موافقتهم * (بل الله مولاكم) * ناصركم وقرئ بالنصب على تقدير بل أطيعوا الله مولاكم * (وهو خير الناصرين) * فاستغنوا به عن ولاية غيره ونصره * (سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب) * يريد ما قذف في قلوبهم من الخوف يوم أحد حتى تركوا القتال ورجعوا من غير سبب ونادى أبو سفيان يا محمد موعدنا موسم بدر القابل إن شئت فقال صلى الله عليه وسلم إن شاء الله وقيل لما رجعوا وكانوا ببعض الطريق ندموا وعزموا أن يعودوا عليهم ليستأصلوهم فألقى الله الرعب في قلوبهم وقرأ ابن عامر والكسائي ويعقوب بالضم على الأصل في كل القرآن * (بما أشركوا بالله) * بسبب إشراكهم به * (ما لم ينزل به سلطانا) * أي آلهة ليس على إشراكها حجة ولم ينزل عليهم به سلطانا وهو كقوله (ولا ترى الضب بها ينجحر) وأصل السلطنة القوة ومنه السليط لقوة اشتعاله والسلاطة لحدة اللسان * (ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) * أي مثواهم فوضع الظاهر موضع المضمر للتغليظ والتعليل * (ولقد صدقكم الله وعده) * أي وعده إياكم بالنصر بشرط التقوى والصبر وكان
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»