تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ٢ - الصفحة ١٠١
فما فتروا ولم ينكسر جدهم لما أصابهم من قتل النبي أو بعضهم * (وما ضعفوا) * عن العدو أو في الدين * (وما استكانوا) * وما خضعوا للعدو وأصله استكن من السكون لأن الخاضع يسكن لصاحبه ليفعل به ما يريده والألف من إشباع الفتحة أو استكون من الكون لأنه يطلب من نفسه أن يكون لمن يخضع له وهذا تعريف بما أصابهم عند الإرجاف بقتله صلى الله عليه وسلم * (والله يحب الصابرين) * فينصرهم ويعظم قدرهم * (وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين) * أي وما كان قولهم مع ثباتهم وقوتهم في الدين وكونهم ربانيين إلا هذا القول وهو إضافة الذنوب والإسراف إلى أنفسهم هضما لها وإضافة لما أصابهم إلى سوء أعمالها والاستغفار عنها ثم طلب التثبيت في مواطن الحرب والنصر على العدو ليكون عن خضوع وطهارة فيكون أقرب إلى الإجابة وإنما جعل قولهم خيرا لأن أن قالوا أعرف لدلالته على جهة النسبة وزمان الحدث * (فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين) * فأتاهم الله بسبب الاستغفار واللجأ إلى الله النصر والغنيمة والعز وحسن الذكر في الدنيا والجنة والنعيم في الآخرة وخص ثوابها بالحسن إشعارا بفضله وأنه المعتد به عند الله * (يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم) * أي إلى الكفر * (على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين) *
(١٠١)
مفاتيح البحث: القتل (2)، الحرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 ... » »»