إلى الجنة، كقوله تعالى: " ويجعل لكم نورا تمشون به " (1) [الحديد: 28]. وقال الزجاج: ذلك في الدنيا والمعنى: من لم يهده الله لم يهتد. وقال مقاتل بن سليمان: نزلت في عتبة بن ربيعة، كان يلتمس الدين في الجاهلية، ولبس المسوح، ثم كفر في الاسلام. الماوردي: في شيبة ابن ربيعة، وكان يترهب في الجاهلية ويلبس الصوف ويطلب الدين، فكفر في الاسلام.
قلت: وكلاهما مات كافرا، فلا يبعد أن يكونا هما المراد بالآية وغيرهما. وقد قيل:
نزلت في عبد الله بن جحش، وكان أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة ثم تنصر بعد إسلامه. وذكر الثعلبي: وقال أنس قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى خلقني من نور وخلق أبا بكر من نوري وخلق عمر وعائشة من نور أبى بكر وخلق المؤمنين من أمتي من نور عمر وخلق المؤمنات من أمتي من نور عائشة فمن لم يحبني ويحب أبا بكر وعمر وعائشة فما له من نور).
فنزلت: " ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ".
قوله تعالى: ألم تر أن الله يسبح له في السماوات والأرض والطير صفت كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون (41) ولله ملك السماوات والأرض وإلى الله المصير (42) قوله تعالى: (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات) لما ذكر وضوح الآيات زاد في الحجة والبينات، وبين أن مصنوعاته تدل بتغييرها على أن لها صانعا قادرا على الكمال، فله بعثة الرسل، وقد بعثهم وأيدهم بالمعجزات، وأخبروا بالجنة والنار.
والخطاب في " ألم تر " للنبي صلى الله عليه وسلم، ومعناه: ألم تعلم، والمراد الكل. (أن الله يسبح له من في السماوات) من الملائكة. (والأرض) من الجن والإنس. (والطير صافات) قال مجاهد وغيره: الصلاة للانسان والتسبيح لما سواه من الخلق. وقال سفيان:
للطير صلاة ليس فيها ركوع ولا سجود. وقيل: إن ضربها بأجنحتها صلاة، وإن أصواتها