الرسائل الفقهية - الوحيد البهبهاني - الصفحة ٨١
الجملة حتى أن حفظه (1) لتحصيل سعادة الدارين أيضا نفع، ولا شك في أنه تعالى لم يجعل المسكر مسكرا إلا لهذا النفع.
والحمل على كمال الانتفاع وإن كان أنسب في مقام الامتنان، إلا أنه يوجب تخصيص العام الذي هو خلاف الأصل، إذ الأصل هو الحمل (2) على المعنى الحقيقي، وسيما هذا القدر من التخصيص، فتأمل.
مع أن معنى * (خلق) * والمتبادر منه هو الذي خلقه الله تعالى بنفسه، ومن حيث أنه خلقه، لا ما صنعه المخلوق فيما خلقه الله بأنه جعله غاليا ومسكرا، ويكون التأمل فيما صنعه المخلوق، وبالنسبة إلى صنعه ومن حيث صنعه، لا من حيث أنه خلق الله، فتأمل.
ومما ذكر ظهر أنه لا يحسن أن يقول: الأصل يؤيد أنه * (خلق لكم) *، مضافا إلى أن تأييده وترجيحه إنما هو بالنسبة إلى ما وقع فيه التعادل والتوقف، فيترجح ما هو موافق للأصل، والأمر في العام والخاص ليس كذلك، لأن الخاص مقدم بلا تأمل لأحد.
فإن قلت: لعل الشهرة تؤيد العام.
قلت: قد عرفت في صدر هذه الرسالة حال ما ادعى بعض من الشهرة، وأنه لم يثبت هذه الدعوى بلا شبهة، وعلى تقدير تسليم الثبوت لا نفع فيها أصلا، بل هي داخلة في قولهم: رب مشهور لا أصل له.
هذا، مع ما عرفت من مؤيدات الخبر الدال على الحرمة، وأنها متعددة وكل نوع معها له أشخاص متعددة، بل ستعرف أن الأخبار الخاصة التي استدل

(1) في النسخ الخطية: (حفظ)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
(2) في النسخ الخطية: (إذ الأصل والحمل)، والظاهر أن الصواب ما أثبتناه.
(٨١)
مفاتيح البحث: يوم عرفة (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 86 ... » »»
الفهرست