أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٠
ذين والإنذار في سواهما معنى وإنما تعلق البليد والمرتاب بعدم فهمهن فيقال إيه انظر إلى التقسيم إن كنت تريد التعليم لا يخلو أن تكون حية جنية أو أصلية فإن كانت جنية فهي أفهم منك وإن كانت أصلية فصاحب الشرع أذن في الخطاب ولو كان لمن لا يفهم لكان أمرا بالتلاعب ولا يجوز ذلك على الأنبياء فإن شك في النبوة أو في خلق الجن أو في صفة من هذه الصفات فلينظر في المقسط والمتوسط والمشكلين يعاين الشفاء من هذا الإشكال إن شاء الله تعالى فإن قيل إنما يحتاج الإنذار للتفرقة بين الجان والحيوان فإن كف فهو جن مؤمن وإلا كان كافرا أو حيوانا قلنا أما الحيوان فقد جعلت له علامة وأما غيره فقد خص بالإنذار والحيوان يفهم بالإنذار كما يفهم بالزجر ولهذا تؤدب البهيمة والله أعلم الآية الثانية قوله تعالى (* (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) *) الآية 18 فيها خمس مسائل المسألة الأولى الأرض كلها لله ملكا وخلقا كما قال الله سبحانه وتعالى (* (إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده) *) الأعراف 128 والمساجد لله رفعة وتشريفا كما قال تعالى (* (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا) *) والكعبة بيت الله تخصيصا وتعظيما كما قال تعالى (* (أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين) *) البقرة 125 وفي موضع آخر (* (والقائمين) *) الحج 26 فجعل الله تعالى الأرض كلها مسجدا كما قال جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا واصطفى منها مواضع ثلاثة بصفة المسجدية وهي المسجد الأقصى وهو مسجد إيلياء ومسجد النبي والمسجد الحرام واصطفى من الثلاثة المسجد الحرام في قول ومسجد النبي
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 315 316 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»