أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣٢٣
سورة المزمل فيها تسع آيات الآية الأولى قوله تعالى (* (يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا) *) الآيتان 1 و 2 فيها مع التي تليها ست مسائل المسألة الأولى قوله تعالى (* (يا أيها المزمل) *)) هو الملتف بإضافة الفعل إلى الفاعل وكل شيء لفف في شيء فقد زمل به ومنه قيل للفافة الراوية والقربة زمال وفي الحديث في قتلى أحد زملوهم بثيابهم ودمائهم أي لففوهم يقال تزمل يتزمل فإذا أدغمت التاء قلت ازمل بتشديدين واختلف في تأويله فمنهم من حمله على حقيقته قيل له يا من تلفف في ثيابه أو في قطيفته قم قاله إبراهيم وقتادة ومنهم من حمله على المجاز كأنه قيل له يا من تزمل بالنبوة روى عكرمة أنه قال معناه يا من تزمل أي زملت هذا الأمر فقم به فأما العدول عن الحقيقة إلى المجاز فلا يحتاج إليه لا سيما وفيه خلاف الظاهر وإذا تعاضدت الحقيقة والظاهر لم يجز العدول عنه وأما قول عكرمة إنك زملت هذا الأمر فقم به وإنما يسوغ هذا التفسير لو كانت الميم مفتوحة مشددة بصيغة المفعول الذي لم يسم فاعله وأما وهو بلفظ الفاعل فهو باطل
(٣٢٣)
مفاتيح البحث: سورة المزمل (1)، القتل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 ... » »»