أحكام القرآن - ابن العربي - ج ٤ - الصفحة ٣١٥
بيننا وبين خبر السماء إلا حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها تتبعون ما هذا الخبر الذي حال بينكم وبين خبر السماء فضربوا مشارق الأرض ومغاربها فانصرف أولئك النفر الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله وهو بنخلة عامدا إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا والله الذي حال بيننا وبين خبر السماء قال فهناك رجعوا إلى قومهم وقالوا يا قومنا (* (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا) *) الجن 1 - 2 فأنزل الله تعالى على نبيه (* (قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن) *) وإنما أوحي إليه قول الجن قال ابن عباس قول الجن لقومهم (* (لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) *) الجن 19 قال لما رأوه وأصحابه يصلون بصلاته ويسجدون بسجوده قال فتعجبوا من طواعية أصحابه له قالوا لقومهم (* (لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا) *) صح ذلك عن النبي ولفظه للترمذي ولفظ البخاري قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انطلق رسول الله في طائفة من أصحابه عامدين إلى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليم الشهب فرجعت الشياطين فقالوا ما لكم فقالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب قالوا ما حال بينكم وبين خبر السماء إلا حدث فانطلقوا يضربون مشارق الأرض ومغاربها ينظرون ما هذا الأمر الذي حال بينهم وبين خبر السماء قال فانطلق الذين توجهوا نحو تهامة إلى رسول الله بنخلة وهو عامد إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن سمعوا له فقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فهنالك رجعوا إلى قومهم فقالوا يا قومنا (* (إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد) *
(٣١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 310 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 ... » »»