تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢١١
* (أأنتم أنزلتموه من المزن) * السحاب الأبيض وهو أعذب ماء * (أم نحن المنزلون) * بقدرتنا * (لو نشاء جعلناه أجاجا) * ملحا أو مرا لا يقدر على شربه * (فلولا تشكرون) * فهلا تشكرون ودخلت اللام على جواب لو في قوله لجلعناه حطاما ونزعت منه هنا لأن لو ما كانت داخلة على جملتين معلقة ثانيهما بالأولى تعلق الجزاء بالشرط ولم تكن مخلصة للشرط كان ولا عاملة مثلها وانما سرى فيه معنى الشرط اتفاقا من حيث إفادتها في مضمر في جملتيها ان الثاني امتنع لامتناع الاولافتقرت في جوابها إلى ما ينصب علما على هذا التعلق فزيدت هذه اللام لتكون علما على ذلك ولما شهر موقعه لم يبال باسقاطه عن اللفظ لعلم على هذا التعلق فزيدت هذه اللام لتكون علما على ذلك ولما شهر موقعه لم يبال باسقاطه عن اللفظ لعلم كل أحد به وتساوى حالي حذفه واثباته على أن تقدم ذكرها والمسافة قصيرة مغن عن ذكرها ثانية ولأن هذه اللام تفيدمعنى التأكيد لا محالة فأدخلت في آية المطعوم دون أية المشروب للدلالة على أن امرالمعلوم مقدم على امرالمشروب وان الوعيد بفقده اشدوا صعب من قبل ان المشروب انما يحتاج اليه تبعا للمطعوم ولهذا قدمت آية المطعوم على آية المشروب * (أفرأيتم النار التي تورون) * تقدحونها وتستخرجونها من الزناد والعرب تقدح بعودين تحك إحداهما على الآخر ويسمون الأعلى الزند والأسفل الزندة شبهوهما بالفحل والطروقة * (أأنتم أنشأتم شجرتها) * التي منها الزناد * (أم نحن المنشئون) * الخالقون لها ابتداء * (نحن جعلناها) * أي النار * (تذكرة) * تذكير النار جهنم حيث علقنا بها أسباب المعاش عممنا بالحاجة إليها البلوى لتكون حاضرة للناس ينظرون إليها ويذكرون ما اوعدوه به * (ومتاعا) * ومنفعة * (للمقوين) * للمسافرين النازلين في القواء وهي القفر أو الذين خلت بطونهم أو مزاودهم من الطعام من قولهم أقوت الدار إذا خلت من ساكنيها بدأ بذكر خلق الانسان فقال أفرأيتم ما تمنون لأن النعمة فيه سابقة على جميع النعم ثم بما به قوامه وهو الحب فقال أفرأيتم ما تحرثون ثم بما يعجن به ويشرب عليه وهو الماء ثم بما يخبز به وهو النار فحصول الطعام بمجموع الثلاثة ولا يستغن عنه الجسد ما دام حيا * (فسبح باسم ربك) * فنزه ربكعما لا يليق به أيها المستمع المستدل أو أراد بالاسم الذكر أي سبح بذكر ربك * (العظيم) * صفة للمضاف أو للمضافاليه وقيل قل سبحان ربي العظيم وجاء مرفوعا أنه لما نزلت هذه الآية قال أجعلوها في ركوعكم * (فلا أقسم) * أي فاقسم ولا مزيدة مؤكدة مثلها في قوله لئلا يعلم أهل الكتاب وقرئ فلأقسم ومعناه فلأنا أقسم اللام لام الابتداء دخلت على جملة من مبتدأ وخبره هي أنا أقسم ثم حذف المبتدأ ولا يصح أن نكون اللام لام القسم لأن حقها أن تقرن بها النون المؤكدة * (بمواقع النجوم) * بمساقطها ومغاربها بموقع حمزة وعلى ولعل الله تعالى في آخرالليل اذاانحطت النجوم إلى المغرب أفعالا مخصوصة عظيمة أو للملائكة عبادات موصوفة أو لأنه قيام المتهجدين ونزول الرحمة والرضوان عليهم
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»