تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢١٦
* (أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا) * أي كل واحد من الفريقين * (وعد الله الحسنى) * أي المثوبة الحسنى وهي الجنة مع تفاوت الدرجات وكلا مفعول أول لوعد الحسنى مفعول ثان وكل شامي أي وكل وعده الله الحسنى نزلت في أبي بكر رضي لأنه أول من أسلم وأول من انفق في سبيل الله وفيه دليل على فضله وتقدمه * (والله بما تعملون خبير) * فيجازيكم على قدر أعمالكم * (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا) * بطيب نفسه والمراد الانفاق اضعافا مضاعفة من فضله * (وله أجر كريم) * أي وذلك الاجر المضموم اليه الاضعاف كريم في نفسه فيضعفه مكي فيضعفه شامي فيضعفه عاصم وسهل فيضاعفه غيرهم فالنصب على جواب الاستفهام والرفع على فهو يضاعفه أو عطف على يقرض * (يوم ترى المؤمنين والمؤمنات) * ظرف لقوله وله أجر كريم أو منصوب باضمار اذكر تعظما لذلك اليوم * (يسعى) * يمضي * (نورهم) * نور التوحيد والطاعات وانما قال * (بين أيديهم وبأيمانهم) * لأن السعداء يؤتون صحائف أعمالهم من هاتين الجهتين كما أن الأشقياء يؤتونها من شمائلهم ووراء ظهورهم فيجعل النور في الجهتين شعارا لهم وآية لأنهم هم الذين بحسناتهم سعدوا أو بصحائفهم البيض أفلحوا فإذا ذهب بهم إلى الجنة وسروا على الصراط يسعون سعى بسعيهم ذلك النور وتقول لهم الملائكة * (بشراكم اليوم جنات) * أي دخول جنات لأن البشارة تقع بالاحداث دون الجثث * (تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ذلك هو الفوز العظيم يوم يقول) * هو بدل من يوم ترى * (المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا) * أي انتظرونا لأنه يسرع بهم إلى الجنة كالبروق الخاطفة انظر ونا حمزة من النظرة وهي الامهال جعل انثادهم في المضي إلى أن يحلقو بهم انظارا لهم * (نقتبس من نوركم) * نصب منه وذلك أن يلحقوا بهم فيتسنيروا به * (قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا) * طرد لهم وتهكم بهم أي تقول لهم الملائكة اوالمؤمنون ارجعوا إلى الموقت حيث أعطينا هذا النور فالتمسوه هنالك فمن ثم يقتبس أو ارجعوا إلى الدنيا فالتمسوا بتحصيل سببه وهو الايمان * (فضرب بينهم) * بين المؤمنين والمنافقين * (بسور) * بحائط حائل بين شق الجنة وشق النار قيل هو الأعراف * (له) * لذلك السور * (باب) * لأهل الجنة يدخلون منه
(٢١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»