تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢١٣
به قلتم نوء كذا على مذهب يؤدي إلى الاهمال والتعطيل فما لكم لا ترجعون الروح إلى البدن بعد بلوغه الحلقوم إن لم يكن ثمة قابض وكنتم صادقين في تعطيلكم وكفركم بالمى المميت المبدئ المعيد * (فأما إن كان) * المتوفى * (من المقربين) * من السابقين من الأزواج الثلاثة المذكورة في أول السورة * (فروح) * فله استراحة * (وريحان) * ورزق * (وجنة نعيم وأما إن كان من أصحاب اليمين فسلام لك من أصحاب اليمين) * أي فسلام لك يا صاحب اليمين من اخوانك أصحاب اليمين أي يسلمون عليك كقوله إلا قيلا سلاما سلاما * (وأما إن كان من المكذبين الضالين) * هم الصنف الثالث من الأزواج الثلاثة هم الذين قيل لهم في هذه السورة ثم أنكم أيها الضالون المكذبون * (فنزل من حميم وتصلية جحيم) * أي ادخال فيه وفي هذه الآيات إشارة إلى أن الكفر كله ملة واحدة وان أصحاب الكبائر من أصحاب اليمين لأنهم غير مكذبين * (إن هذا) * الذي أنزل في هذه السورة * (لهو حق اليقين) * أي الحق الثابت من اليقين * (فسبح باسم ربك العظيم) * روى أن عثمان بن عفان رضي الله عنه دخل علي بن مسعود رضي الله عنه في مرض موته فقال له ما تشتكي فقال ذنوبي فقال ما تشتهي قال رحمة ربي قال أفلا ندعو الطبيب قال الطبيب مرضني فقال ألا تأمر بعطائك قال لا حاجة لي فيه قال ندفعه إلى بناتك قال لا حاجة لهن فيه قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا وليس في هذه السورة الثلاث ذكر الله اقتربت الرحمن الواقعة والله أعلم سورة الحديد مكية وهي تسع وعشرون آية بسم الله الرحمن الرحيم * (سبح لله) * جاء في بعض الفواتح سبح بلفظ الماضي وفي بعضها بلفظ المضارع وفي بني إسرائيل بلفظ المصدر وفي الأعلى بلفظ الأمر استيعابا لهذه الكلمة من جميع جهاتها هي أربع المصدر والماضي والمضارع والأمر وهذا الفعل قد عدى باللام تارة وبنفسه أخرى في قوله وتسبحوه وأصله التعدي بنفسه لأن معنى سبحته بعدته من السوء منقول من سبح إذ ذهب وبعد فاللام إما
(٢١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 218 ... » »»