تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٦
سورة الواقعة بسم الله الرحمن الرحيم الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن فقال مالي أراكم سكوتا الجن كانوا أحسن منكم ردا ما ايمت على قول الله فبأي آلاء ربكما تكذبان الا قالوا ولا بشئ من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد ولك الشكر وكررت هذه الآية في هذه السورة احدى وثلاثين مرة ذكر ثمانية منها عقب آيات فيها تعداد عجائب خلق الله وبدائع صنعه ومبدا الخلق ومعادهم ثم سبعة منها عقب آيات فيها ذكر أنار وشدائدها على عدد أبواب جهنم وبعد هذه السبعة ثمانية في وصف الجنتين واهلهما على عدد أبواب لاجنة وثمانية أخرى بعدها للجنتين اللتين دونهما فمن اعتقد الثمانية الأولى وعمل بموجبها فتحت له أبواب الجنة وأغلقت عنه أبواب جهنم نعوذ بالله منها والله أعلم سورة الواقعة سبع وتسعو آية مدنية بسم الله الرحمن الرحيم * (إذا وقعت الواقعة) * قامت القيامة وقيل وصفت بالوقوع لأنها تقع لام محالة فكأنه قيل إذا وقعت الواقعة التي لا بد من وقوعها ووقع الامر نزوله يقال وقع ما كنت أتوقعه اى نزل ما كنت أترقب نزوله وانتصاب إذا باضمار اذكر * (ليس لوقعتها كاذبة) * نفس كاذبة اى لا تكون حين تقع نفس تكذيب على الله وتكذب في تكذيب الغيب لان كل نفس حينئذ مؤمنة صادقة مصدقة وأكثر النفوس اليوم كراذب مكذبات واللام مثلها في قوله تعالى يا ليتني قدمت لحياتي * (خافضة رافعة) * اى هي خافضة رافعة ترفع اقوامها وتضع آخرين * (إذا رجت الأرض رجا) * حركت تحريكا شديدا حتى ينهدم كل شئ فوقها من جبل وبناء وهو بدل من إذا وقعت ويجوز ان ينتصب بخافضة رافعة اى تخفض وترفع وقت رج الأرض وبس الجبال * (وبست الجبال بسا) * وفتلت حتى تعود كالسويق أو سيقت من بس الغنم إذا ساقها كفوله وسيرت الجبال * (فكانت هباء) * غبارا * (منبثا) * متفرقا * (وكنتم أزواجا) * أصنافا يقال للأصناف التي بعضها من بعض أو يذكر بعضها مع بعض أزواج * (ثلاثة) * صنفان في الجنة وصيف في النار ثم فسر الأزواج فقال * (فأصحاب الميمنة) * مبتدأ وهم الذين يؤتون صحائفهم بايمانهم * (ما أصحاب الميمنة) * مبتدأ وخبر وهما خبر المتبأ الأول وهو تعجب من حالهم في السعادة وتعظيم لشأنهم كأنه قال ما هم واي شئ هم * (وأصحاب المشأمة) * اى الذين يؤتون صحائفهم بشمائلهم أو أصحاب المنزلة السقيه وأصحاب المنزلة الدنية
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»