تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٠
إباه ليعلم انه انما خلقه الدين وليحيط علما بوحيه وكتبه وقدم ما خلق الانسان من اجله عليه ثم ذكر ما تميز به من سائر الحيوان من البيان وهو المنطق الفصيح العرب عما في الضمير والرحمن مبتدأ وهذه الأفعال مع ضمائرها اخبار مترادفة واخلاؤها من العاطف لمجيئها على نمط التعديد كما تقول زيد اغناك بعد فقر اعزك بعد ذك كثرك بعد قلة فع بك مالم يفعل أحد بأحد فما تنكر من احسانه * (الشمس والقمر بحسبان) * بحساب معلوم وتقدير سوى يجريان في بروجهما ومنازلهما وفى ذلك منافع للناس منها علم السنين والحساب * (والنجم) * النبات الذي ينجم من الأرض لا ساق له كالبقول * (والشجر) * الذي له ساق وقيل النجم السماء * (يسجدان) * ينقادان لله تعالى فيما خلفا له تشبيها بالساجد من المكلفين في انقياده واتصلت هاتان الجملتان بالرحمن بالوصل المعنوي لما علم أن الحسبان حسبانه والسجود له لا لغيره كأنه قيل الشمس والقمر بحسبانه والنجم والشجر يسجدان له ولم يذكر العاطف في الجمل الأول ثم جئ به بعد لان الأول وردت على سبيل التعداد تبكيتا لمن انكر لأءه كما يبكت منكر أيادي المنعم لعيه من الناس بتعديدها عليه في المثال المذكور ثم رد الكلام إلى منهاجه بعد التبكيت في وصل ما يجب وله للتناسب والتقارب بالعطف وبيان التناسب ان الشمس والقمر سماويان والنجم والشجر ارضيان فبين القبيلين تناسب من حيث التقابل وان السماء والأرض لا تزالان تذكر ان قرنيتن وان تجرى الشمس والقمر بحسبان من جنس الانقياد لامر الله فهو مناسب لسجود النجم ولا شجر * (والسماء رفعها) * خلقها مرفوعة ومسموكة حيث جعلها منشأ احكامه ومصدر قضاياه ومسكن ملائكته الذين يهبطون بالوحي على انبيئه ونبه بذلك على كبرياء شأنه وملكه وسلطانه * (ووضع الميزان) * اى كل ما توزن به الأشياء تعرف مقاديرها من ميزان وقرسطون ومكيال ومقياس اى خلفه موضوعا على الأرض حيث علق به احكام المفسرة * (وأقيموا الوزن بالقسط) * وقوموا وزنكم بالعدل * (ألا تطغوا في الميزان) * لئلا تطغوا أو هي ان المفسرة * (وأقيموا الوزن بالقسط) * وقوموا وزنكم بالعدل * (ولا تخسروا الميزان) * ولا تنقصوه امر بالتسوية ونهى عن الطغيل الذي هو اعتداء وزيادة عن الخسران الذي هو تطفيف ونقصان وكرر لفظ الميزان تشديدا للتوصية به وتقوية للامر باستعماله والحث عليه * (والأرض وضعها) * خفضها مدحورة على الماء * (للأنام) * للخلق وهو كل ما على ظهر الأرض من دابة وعن الحسن الإنس والجن فهي كالمهاد لهم يتصرفون فوقها * (فيها فاكهة) * ضروب مما يتفكه به * (والنخل ذات الأكمام) * هي أوعية التمر الواحد كم بكسر الكاف أو كل ما يكم اى يغطى من ليفه وسعفه وكفره وكله منتفع به كماينتفع بالكوم من ثمره وجمارة وجذوعة * (والحب ذو العصف) * هو ورق الزرع أو التين
(٢٠٠)
مفاتيح البحث: السجود (3)، التمر (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»