تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٢٥
البقرة (256 _ 258)) الكرسي و أول حم المؤمن إلى إليه المصير لاشتمالهما على توحيد الله تعالى وتعظيمه وتمجيده وصفاته العظمى ولا مذكور أعظم من رب العزة فما كان ذكرا له كان أفضل من سائر الأذكار وبه يعلم أن أشرف العلوم علم التوحيد * (لا إكراه في الدين) * أي لا إجبار على الدين الحق وهو دين الإسلام وقيل هو إخبار في معنى النهى وروى أنه كان لأنصارى إبنان فتنصرا فلزمهما أبوهما وقال والله لا أدعكما حتى تسلما فأبيا فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال الأنصاري يا رسول الله أيدخل بعضي في النار و انا أنظر فنزلت فخلاهما قال ابن مسعود وجماعة كان هذا في الابتداء ثم نسخ بالأمر بالقتال * (قد تبين الرشد من الغي) * قد تميز الإيمان من الكفر بالدلائل الواضحة * (فمن يكفر بالطاغوت) * بالشيطان أو الأصنام * (ويؤمن بالله فقد استمسك) * تمسك * (بالعروة) * أي المعتصم والمتعلق * (الوثقى) * تأنيث الأوثق أي الأشد من الحبل الوثيق المحكم المأمون * (لا انفصام لها) * لا انقطاع للعروة وهذا تمثيل للمعلوم بالنظر والاستدلال بالمشاهد المحسوس حتى يتصوره السامع كأنه ينظر إليه بعينه فيحكم اعتقاده والمعنى فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحله شبهة * (والله سميع) * لإقراره * (عليم) * باعتقاده * (الله ولي الذين آمنوا) * أرادوا أن يؤمنوا أي ناصرهم ومتولى أمورهم * (يخرجهم من الظلمات) * من ظلمات الكفر والضلالة وجمعت لاختلافها * (إلى النور) * إلى الإيمان والهداية ووحد لاتحاد الإيمان * (والذين كفروا) * مبتدأ والجملة هي * (أولياؤهم الطاغوت) * خبره * (يخرجونهم من النور إلى الظلمات) * وجمع لأن الطاغوت في معنى الجمع يعنى والذين صمموا على الكفر أمرهم على عكس ذلك أو الله ولى المؤمنين يخرجهم من الشبهة في الدين أن وقعت لهم بما يهديهم ويوفقهم له من حلها حتى يخرجوا منها إلى نور اليقين والذين كفروا أولياؤهم الشياطين يخرجونهم من نور البينات الذي يظهر لهم إلى ظلمات الشك والشبهة * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) * ثم عجب نبيه عليه السلام وسلاه بمجادلة إبراهيم عليه السلام نمرود الذي كان يدعى الربوبية بقوله * (ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه) * في معارضته ربوبية ربه والهاء في ربه يرجع إلى إبراهيم أو الذي حاج فهو ربهما
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»