البقرة (264 _ 266)) أي لا تبطلوا صدقاتكم مماثلين الذي ينفق و إنما قال لا يقدرون بعد قوله كالذي ينفق لأنه أراد بالذي ينفق الجنس أو الفريق الذي ينفق * (والله لا يهدي القوم الكافرين) * ما داموا مختارين الكفر * (ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم) * أي وتصديقا للاسلام وتحقيقا للجزاء من أصل أنفسهم لأنه إذا أنفق المسلم ماله في سبيل الله علم أن تصديقه و إيمانه بالثواب من أصل نفسه ومن اخلاص قلبه ومن لابتداء الغاية وهو معطوف على المفعول له أي للابتغاء والتثبيت والمعنى ومثل نفقه هؤلاء في زكاتها عند الله * (كمثل جنة) * بستان * (بربوة) * مكان مرتفع وخصها لأن الشجر فيها أزكى وأحسن ثمرا بربوة عاصم وشامى * (أصابها وابل فآتت أكلها) * ثمرتها أكلها نافع ومكى و أبو عمرو * (ضعفين) * مثلي ما كانت تثمر قبل بسبب الوابل * (فإن لم يصبها وابل فطل) * فمطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها أو مثل حالهم عند الله بالجنة على الربوة ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطل وكما أن كل واحد من المطرين يضعف أكل الجنة فكذلك نفقتهم كثيرة كانت أو قليلة بعد أن يطلب بها رضا الله تعالى زاكية عند الله زائدة في زلفاهم وحسن حالهم عنده * (والله بما تعملون بصير) * يرى أعمالكم على إكثار وإقلال ويعلم نياتكم فيهما من رياء وإخلاص الهمزة في * (أيود أحدكم) * للانكار أن تكون له * (جنة) * بستان * (من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له) * لصاحب البستان * (فيها) * في الجنة * (من كل الثمرات) * يريد بالثمرات المنافع التي كانت تحصل له فيها أو أن النخيل والأعناب لما كانا أكرم الشجر وأكثرها منافع خصهما بالذكر وجعل الجنة منها و إن كانت محتوية على سائر الأشجار تغليبا لهما على غيرهما ثم اردفهما ذكر كل الثمرات * (وأصابه الكبر) * الواو للحال ومعناه أن تكون له جنة وقدأصابه به الكبر والواو في * (وله ذرية ضعفاء) * أولاد صغار للحال أيضا والجملة في موضع الحال من الهاء في أصابه * (فأصابها إعصار) * ريح تستدير في الأرض ثم تسطع نحوالسماء كالعمود * (فيه) * في الاعصار وارتفع * (نار) * بالظرف إذ جرى الظرف وصفا لاعصار * (فاحترقت) * الجنة وهذا مثل لمن يعمل الأعمال الحسنة رياء فإذا كان يوم القيامة
(١٣٠)