تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٢٩
البقرة (261 _ 264)) يضاعف تلك المضاعفة لمن يشاء لا لكل منفق لتفاوت أحوال المنفقين أو يزيد على سبعمائة لمن يشاء يضعف شامي ويضعف مكي * (والله واسع) * واسع الفضل والجود * (عليم) * بنيات المنفقين * (الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا منا) * هو أن يعتد على من أحسن إليه بإحسانه ويريه أنه اصطنعه وأوجب عليه حقا له وكانوا يقولون إذا صنعتم صنيعة فانسوها * (ولا أذى) * هو أن يتطاول عليه بسبب ما أعطاه ومعنى ثم إظهار التفاوت بين الانفاق وترك المن والأذى و أن تركهما خير من نفس الانفاق كما جعل الاستقامة على الإيمان خيرا من الدخول فيه بقوله ثم استقاموا * (لهم أجرهم عند ربهم) * أي ثواب انفاقهم * (ولا خوف عليهم) * من بخس الأجر * (ولا هم يحزنون) * من فوته أو لا خوف من العذاب ولا حزن بفوات الثواب و وإنما قال هنا لهم أجرهم وفيما بعد فلهم أجرهم لأن الموصول هنا لم يضمن معنى الشرط وضمنه ثمة * (قول معروف) * رد جميل * (ومغفرة) * وعفو عن السائل إذا وجد منه ما يثقل على المسؤول أو ونيل مغفرة من الله بسبب الرد الجميل * (خير من صدقة يتبعها أذى) * وصح الاخبار على المبتدأ الكرة لاختصاصه بالصفة * (والله غني) * لا حاجة له إلى منفق يمن ويؤذى * (حليم) * عن معاجلته بالعقوبة وهذ وعيد له ثم أكد ذلك بقوله * (يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي) * الكاف نصب صفة مصدر محذوف والتقدير بطلا مثل ابطال الذي * (ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر) * أي لا تبطلوا ثواب صدقاتكم بالمن والأذى كابطال المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يريد بإنفاقه رضا الله ولا ثواب الآخرة ورئاء مفعول له * (فمثله كمثل صفوان عليه تراب) * مثله ونفقته التي لا ينتفع بها ألبته بحجر أملس عليه تراب * (فأصابه وابل) * مطر عظيم القطر * (فتركه صلدا) * أجرد نقيا من التراب الذي كان عليه * (لا يقدرون على شيء مما كسبوا) * لا يجدون ثواب شيء مما أنفقوا أو الكاف في محل النصب على الحال
(١٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 ... » »»