تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٢٨
البقرة (260 _ 261)) و إنما قال له أو لم تؤمن وقد علم أنه أثبت الناس إيمانا ليجيب بما أجاب به لما فيه من الفائدة الجليلة للسامعين وبلى إيجابا لما بعد النفي معناه بلى آمنت ولكن لأزيد سكونا وطمأنينة بمضامة علم الضرورة علم الاستدلال وتظاهر الأدلة أسكن للقلوب وأزيد للبصيرة فعلم الاستدلال يجوز معه التشكيك بخلاف الضروري واللام تتعلق بمحذوف تقديره ولكن سألت ذلك إرادة طمأنينة القلب * (قال فخذ أربعة من الطير) * طاوسا وديكا وغرابا وحمامة * (فصرهن إليك) * وبكسر الصاد حمزة أي امهلهن واضممهن إليك * (ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا) * ثم جزئهن وفرق أجزاءهن على الجبال التي بحضرتك وفى أرضك وكانت أربعة أجبل أو سبعة جزءا بضمتين وهمز أبو بكر * (ثم أدعهن) * قل لهن تعالين بإذن الله * (يأتينك سعيا) * مصدر في موضع الحال أي ساعيات مسرعات في طيرانهن أو في مشيهن على أرجلهن و إنما أمره بضمها إلى نفسه بعد اخذها ليتأملها ويعرف أشكالها وهيآتها وحلاها لئلا تلتبس عليه االأحياء ولا يتوهم أنها غير تلك وروى أنه أمر بأن يذبحها وينتف ريشها ويقطعها ويفرق أجزاءها ويخلط ريشها ودماءها ولحومها وأن يمسك رءوسها ثم أمر أن يجعل أجزاءها على الجبال على كل جبل ربعا من كل طائر ثم يصيح بها تعالين بإذن الله تعالى فجعل كل جزء يطير إلى الآخر حتى صارت جثثا ثم أقبلن فانضممن إلى رؤوسهن كل جثة إلى رأسها * (واعلم أن الله عزيز) * لا يمتنع عليه ما يريده * (حكيم) * فيما يدبر لا يفعل إلا ما فيه الحكمة ولما برهن على قدرته على الإحياء حث على الإنفاق في سبيل الله وأعلم أن من أنفق في سبيله فله في نفقته أجر عظيم وهو قادر عليه فقال * (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله) * لا بد من حذف مضاف أي مثل نفقتهم * (كمثل حبة) * أو مثلهم كمثل باذر حبة * (أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة) * المنبت هو الله ولكن الحبة لما كانت سببا أسند إليها الإنبات كما يسند إلى الأرض و إلى الماء ومعنى إنباتها سبع سنابل أن تخرج ساقا يتشعب منه سبع شعب لكل واحد سنبلة وهذا التمثيل تصوير للأضعاف كأنها ماثلة بين عيني الناظر والممثل به موجود في الدخن والذرة وربما فرخت ساق البرة في الأرض القوية المعلة فيبلغ حبها هذا المبلغ على أن التمثيل يصح و إن لم يوجد على سبيل الفرض والتقدير ووضع سنابل موضع سنبلات كوضع قروء موضع أقراء * (والله يضاعف لمن يشاء) * أي
(١٢٨)
مفاتيح البحث: سبيل الله (2)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 123 124 125 126 127 128 129 130 131 132 133 ... » »»