ملكا وملكا * (من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) * ليس لأحد ان يشفع عنده إلا بإذنه وهو بيان لملكوته وكبريائه و أن أحدا لا يتمالك أن يتكلم يوم القيامة إلا إذا أذن له في الكلام وفيه رد لزعم الكفار أن الأصنام تشفع لهم * (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم) * ما كان قبلهم وما يكون بعدهم والضمير لما في السماوات و الأرض لأن فيهم العقلاء * (ولا يحيطون بشيء من علمه) * من معلومه يقال في الدعاء اللهم اغفر علمك فينا أي معلومك * (إلا بما شاء) * إلا بما علم * (وسع كرسيه السماوات والأرض) * أي علمه ومنه الكرامة لتضمنها العلم والكراسى بالعلماء وسمى العلم كرسيا تسمية بمكانه الذي هو كرسي العالم وهو كقوله تعالى ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما أو ملكه تسمية بمكانه الذي هو كرسي الملك وعرشه كذا عن الحسن أو هو سرير دون العرض في الحديث ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بفلاة وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على تلك الحلقة أو قدرته بدليل قوله * (ولا يؤوده) * ولا يثقله ولا يشق عليه * (حفظهما) * حفظ السماوات و الأرض * (وهو العلي) * في ملكه وسلطانه * (العظيم) * في عزه وجلاله أو العلى المتعالى عن الصفات التي لا تليق به العظيم المتصف بالصفات التي تليتى به فهما جامعان لكمال التوحيد و إنما ترتبت الجمل في آية الكرسي بلا حرف عطف لأنها وردت على سبيل البيان فالأولى بيان لقيامه بتدبير الخلق وكونه مهيمنا عليه غير ساه عنه والثانية لكونه مالكا لما يدبره والثالثة لكبرياء شأنه والرابعة لإحاطته بأحوال الخلق والخامسة لسعة علمه وتعلقه بالمعلومات كلها أو لجلالة وعظم قدره و إنما فضلت هذه الآية حتى ورد في فضلها ماو ورد ما روى عن علي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت ولا يواظب عليها إلا صديق أو عابد ومن قرأها إذا أخذ مضجعه أمنه الله على نفسه وجاره وجار جاره والأبيات حوله وقال عليه السلام سيد البشر آدم وسيد العرب محمد ولا فخر وسيد الفرس سلمان وسيد الروم صهيب وسيد الحبشة بلال وسيد الجبال الطور وسيد الأيام يوم الجمعة وسيد الكلام القرآن وسيد القرآن البقرة وسيد البقرة آية الكرسي وقال ما قرئت هذه الآية في دار إلا هجرتها الشياطين ثلاثين يوما ولا يدخلها ساحر ولا ساحرة أربعين ليلة وقال من قرأ آية الكرسي عند منامه بعث إليه ملك يحرسه حتى يصبح وقال من قرأ هاتين الآيتين حين يمسى حفظ بهما حتى يصبح و إن قرأهما حين يصبح حفظ بهما حتى يمسى آية
(١٢٤)