البقرة (258 _ 259)) * (أن آتاه الله الملك) * لأن آتاه الله يعنى أن إيتاء الملك أبطره وأورثه الكبر فحاج لذلك وهو دليل على المعتزلة في الأصلح أو حاج وقت أن آتاه الله الملك * (إذ قال) * نصب يحاج أو بدل من أن آتاه إذا جعل بمعنى الوقت * (إبراهيم ربي) * حمزة * (الذي يحيي ويميت) * كأنه قال له من ربك قال ربى الذي يحيى ويميت * (قال) * نمرود * (أنا أحيي وأميت) * يريد اعفى عن القتل وأقتل فانقطع اللعين بهذا عند المخاصمة فزاد إبراهيم عليه السلام ما لا يتأنى فيه التلبيس على الضعفة حيث * (قال إبراهيم) * عليه السلام * (فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب) * وهذا ليس بانتقال من حجة إلى حجة كما زعم البعض لأن الحجة الأولى كانت لازمة ولكن لما عاندا للعين حجة الأحياء بتحلية واحد وقتل آخر كلمه من وجه لا يعاند وكانوا أهل تنجيم وحركة الكواكب من المغرب إلى المشرق معلومة لهم والحركة الشرقية المحسوسة لنا قسرية كتحريك الماء النمل على الرحى إلى غير جهة حركة النمل فقال إن ربى يحرك الشمس قسرا على غير حركتها فإن كنت ربا فحركها بحركتها فهو أهون * (فبهت الذي كفر) * تحير ودهش * (والله لا يهدي القوم الظالمين) * أي لا يوفقهم وقالوا إنما لم يقل نمرود فليأت ربك بالشمس من المغرب لأن الله تعالى صرفه عنه وقيل إنه كان يدعى الربوبية لنفسه وما كان يعترف بالربوبية لغيره ومعنى قوله انا أحيى وأميت أن الذي ينسب إليه الإحياء والأمانة انا لا غيرى و الآية تدل على إباحة التكلم في علم الكلام والمناظرة فيه لأنه قال ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه والمحاجة تكون بين اثنين فدل على أن إبراهيم حاجه أيضا ولو لم يكن مباحا لما باشرها إبراهيم عليه السلام لكون الأنبياء عليهم السلام معصومين عن ارتكاب الحرام ولأنا أمرنا بدعاء الكفرة إلى الإيمان بالله وتوحيده و إذا دعوناهم إلى ذلك لا بد أن يطلبوا من الدليل على ذلك وذا لا يكون إلا بعد المناضرة كذا في شرح التأويلات * (أو كالذي مر) * معناه أو أرأيت مثل الذي فحذف لدلالة ألم تر عليه لأن كلتيهما كلمة تعجيب أو هو محمول على المعنى دون اللفظ تقديره أرأيت كالذي حاج إبراهيم أو كالذي مر وقال صاحب الكشف فيه الكاف زائدة والذي عطف على قوله إلى الذي حاج عن الحسن إن المار كان كافرا بالبعث لا نتظامه مع نمرود في سلك ولكلمة الاستبعاد التي هي انى يحيى والأكثر أنه عزيز أراد أن يعاين إحياء الموتى ليزداد بصيرة كما طلبه إبراهيم عليه السلام و انى يحيى اعتراف بالعجز عن معرفة طريقة الإحياء واستعظام لقدرة المحيى * (على قرية) * هي بيت المقدس حيث خربه بختنصر وهى التي خرج منها الألوف * (وهي خاوية على عروشها) * ساقطة
(١٢٦)