سورة الفيل (1) (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) وكانت قصة أصحاب الفيل على ما ذكره محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن سعيد بن جبير وعكرمة عن ابن عباس وذكره الواقدي أن النجاشي ملك الحبشة كان قد بعث أرياطا إلى أرض اليمن فغلب عليها فقام رجل من الحبشة يقال له أبرهة بن الصباح أبو مكتوم فساخط أرياط في أمر الحبشة حتى انصدعوا صدعين وكانت طائفة مع أرياط وطائفة مع أبرهة فتزاحفا فقتل أبرهة أرياط واجتمعت الحبشة لأبرهة وغلب على اليمن وأقره النجاشي على عمله ثم إن أبرهة رأى الناس يتجهزون أيام الموسم إلى مكة لحج بيت الله فبنى كنيسة بصنعاء وكتب إلى النجاشي إني قد بنيت لك بصنعاء كنيسة لم يبن لملك مثلها ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب فسمع به رجل من بين مالك بن كنانة فخرج إليها مستخفيا فدخلها ليلا فقعد فيها وتغوط بها ولطخ بالعذرة قبلتها فبلغ ذلك أبرهة فقال من اجترأ علي ولطخ كنيستي بالعذرة فقيل له صنع ذلك رجل من العرب من أهل ذلك البيت سمع بالذي قلت فحلف أبرهة عند ذلك ليسيرن إلى الكعبة حتى يهدمها فكتب إلى النجاشي يخبره بذلك وسأله أن يبعث إليه بفيله وكان له فيل يقال له محمود وكان فيلا لم ير مثله عظيما جسيما وقوة فبعث به إليه فخرج أبرهة من الحبشة سائرا إلى مكة وأخرج معه الفيل فسمعت العرب بذلك فاستعظموه ورأوا جهاده حقا عليهم فخرج ملك من ملوك اليمن يقال له ذو نفر بمن أطاعه من قومه فقاتله فهزه أبرهة وأخذ ذا نفر فقال أيها الملك لا تقتلني فإن استبقائي خيرا لك من قتلي فاستحياه وأوثقه وكان أبرهة رجلا حليما ثم سار حتى إذا دنا من بلاد خثعم خرج نفيل بن حبيب الخثعمي في خثعم ومن اجتمع إليه من قبائل اليمن فقاتلوه فهزمهم وأخذ نفيل فقال نفيل أيها الملك إني دليل بأرض العرب وهاتان يداي على قومي بالسمع والطاعة فاستبقاه وخرج معه يدله حتى إ ذا مر بالطائف خرج ليه مسعود بن مغيث في رجال من ثقيف فقال أيها الملك نحن عبيدك ليس لك عندنا خلاف وقد علمنا أنك تريد البيت الذي بمكة نحن نبعث معك من يدلك عليه فبعثوا أبا رغال مولى لهم فخرج حتى إذا كان بالمغمس مات أبو رغال وهو الذي يرجم قبره وبعث أبرهة من المغمس رجلا من
(٥٢٥)