سورة النصر (1 3) مدنية وهي ثلاث آيات بسم الله الرحمن الرحيم (إذا جاء نصر الله والفتح) أراد فتح مكة وكانت قصته على ما ذكر محمد بن إسحاق وأصحاب الأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صالح قريشا عام الحديبية واصطلحوا على وضع الحرب بي الناس عشر سنين يأمن فيهن الناس ويكف بعضهم عن بعض وأنه من أن يدخل في عقد قريش وعهدهم دخل فيه فدخلت بنو بكر في عقد قريش ودخلت خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بينهما شر قديم ثم إن بني بكر عدت على خزاعة وهم على ماء لهم بأسفل مكة يقال له الوتير فخرج نوفل بن معاوية الدؤلي في بني الدئل من بين بكر حتى بيت خزاعة فأصابوا منهم رجلا وتحاربوا واقتتلوا ورفدت قريش بني بكر بالسلاح وقاتل معهم من قريش من قاتل مستخفيا بالليل حتى حازوا خزاعة إلى الحرم وكان ممن أعان بني بكر من قريش على خزاعة ليلتئذ بأنفسهم متنكرين صفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو مع عبيدهم فلما انتهوا إلى الحرم قالت بنو بكر يا نوفل إنا دخلنا لحرم إلى إلهك فقال كلمة عظيمة إنه لا إله لي اليوم أصيبوا ثأركم فيه فلما تظاهرت قريش على خزاعة وأصابوا منهم ونقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد بما استحلوا من خزاعة وكانوا في عقده خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان ذلك مما هاج فتح مكة فوقف عليه وهو في المسجد جالس بين ظهراني الناس فقال (لا هم إني ناشد محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا) (إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا) الأبيات كما ذكرنا في سورة التوبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نصرت يا عمرو بن سالم ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان بين السماء فقال إن هذه السحابة لتسهل بنصر بني كعب وهم رهط عمرو بن سالم ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه بما أصيب منهم
(٥٣٦)