تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٤
الجمحي وقال مقاتل نزلت في الوليد بن المغيرة كان يغتاب النبي صلى الله عليه وسلم من ورائه ويطعن عليه في وجهه وقال مجاهد هي عامة في حق كل من هذه صفته (ثم وصف فقال (الذي جمع مالا) قرأ أبو جعفر وابن عمر وحفص وحمزة والكسائي (جمع) بتشديد الميم على التكثير وقرأ الآخرون بالتخفيف (وعدده) أحصاه وقال مقاتل استعده وادخره وجعله عتادا له يقال أعددت الشيء وعددته إذا أمسكته (يحسب أن ماله أخلده) في الدنيا يظن أنه لا يموت مع يساره (كلا) رد عليه أن لا يخلده ماله (لينبذن) ليطرحن (في الحطمة) في جهنم والحطمة من أسماء النار مثل سقر ولظى سميت حطمة لأنها تحطم العظام وتكسرها (وما أدراك ما الحطمة نار الله الموقدة التي تطلع على الأفئدة) أي التي يبلغ ألمها ووجعها إلى القولب والاطلاع والبلوغ التطلع بمعنى واحد يحكى عن العرب متى طلعت أرضنا أي بلغت ومعنى الآية أنها تأكل كل شيء منه حتى تنتهي إلى فؤاده قاله القرظي والكلبي (إنها عليهم مؤصدة) مطبقة مغلقة (ف عمد ممددة) قرأ حمزة والكسائي وأبو بكر في (عمد) بضم العين والميم وقرأ الآخرون بفتحهما كقوله تعالى (رفع السماوات بغير عمد ترونها) وهما جميعا جمع عمود مثل أديم وأدم وأدم قاله الفراء وقال أبو عبيدة جمع عماد مثل إهاب وأهب وأهب قال ابن عباس أدخلهم في عمد فمدت عليهم بعماد وفي أعناقهم السلاسل سدت عليهم بها الأبواب وقال قتادة بلغنا أنها عمد يعذبون بها في النار وقيل هي أوتاد الطباق التي تطبق على أهل النار أي أنها مطبقة عليهم بأوتاد ممددة وهي في قراءة عبد الله (بعمد) بالباء قال مقاتل أطبقت الأبواب عليهم ثم سدت بأوتاد من حديد من نار حتى يرجع عليهم غمها وحرها فلا يفتح عليهم باب ولا يدخل عليهم ريح والممددة من صفة العمد أي مطولة فتكون أرسخ من القصيرة
(٥٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 529 ... » »»