تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٢٨
سورة الفيل (2 5) تهامية ولا عربية ولا شامية قال ما قدرها قال أشباه اليعاسيب في منقارها حصى كأنها حصى الخذف قد أقبلت كالليل يكسع بعضها بعضا أمام كل رفقة طير يقودها أحمر المناقير أسود الرأس طويل العنق فجاءه حتى إذا حازت بعسكر القوم ركدت فوق رؤسهم فلما توفت الرجال كلها أهالت الطير ما في مناقرها على من تحتها مكتوب في كل حجر اسم صاحبه ثم أناها انصاعت راجعة من حيث جاءت فلما أصبحا انحطا من ذروة الجبل فمشيا ربوة فلم يؤنسا أحدا ثم دنوا ربوة فلم يسمعا حسا فقالا بات القوم سامرين فأصبحوا نياما فلما دنوا من عسكر القوم فإذا هم خامدون وكنا يقع الحجر على بيضة أحدهم فيخرقها حتى يقع في دماغه ويخرق الفيل والدابة ويغيب الحجر في الأ ض من شدة وقعه فعمد عبد المطلب فأخذ فأسا من فؤسهم فحفر حتى أعمق في الأرض حفرة فملأها من أموالهم من الذهب الأحمر والجوهر وحفر لصاحبه حفرة فملأها كذلك ثم قال لأبي مسعود هات فاختر إن شئت حفرتي وإن شئت حفرتك وإن شئت فهما لك معا قال أبو مسعود اختر لي على نفسك فقال عبد المطلب إني لم أر أن أجعل أجود المتاع في حفرتي فهو لك وجلس كل واحد منهما على حفرته ونادى عبد المطلب في الناس فتراجعوا وأصابوا من فضلهما حتى ضاقوا به ذرعا وساد عبد المطلب بذلك قريشا وأعطته القيادة فلم يزل عبد المطلب وأبو مسعود في أهليهما في غنى من ذلك المال ودفع الله عن كعبته وبيته واختلفوا في تاريخ عام الفيل فقال مقاتل كان قبل مولد النبي صلى الله عليه وسلم بأ بعين سنة وقال الكلبي بثلاث وعشرين سنة والأكثرون على أنه كان فلي العام الذي ول فيه رسول الهل صلى الله عليه وسلم قوله عز وجل (ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل) قال مقاتل كان معهم فيل واحد وقال الضحاك كانت الفيلة ثمانية وقيل اثنى عشر سوى الفيل الأعظم وإنما وحد لأنه نسبهم إلى الفيل الأعظم وقيل لو فاق رؤس الآي (ألم يجعل كيدهم في تضليل) كيدهم يعني مكرهم وسعيهم في تخريب الكعبة وقوله في تضليل عما أرادوا ضلل كيدهم حتى لم يصلوا إلى الكعبة وإلى ما أرادوه بكيدهم قال مقاتل في خسارة وقيل في بلاطن (وأرسل عليهم طيرا أبابيل) كثيرة متفرقة يتبع بعضها بعضا وقيل أقاطيع كالإبل المؤبلة قال أبو عبيدة أبابيل جماعات في تفرقة يقال جءت الخيل أبابيل من ههنا وههنا قال الفراء لا واحد لها من لفظها وقيل واحدها إبالة وقال الكسائي إني كنت أسمع النحويين يقولون واحدها أبول مثل عجول وعجاجيل وقيل واحدها من لفظها أبيل قال ابن عباس كانت طيرا لها خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الكلاب وقال عكرمة لها رؤس كرؤس السباع قال الربيع لها أنياب كأنياب
(٥٢٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 523 524 525 526 527 528 529 530 531 532 533 ... » »»