الإنسان الآية 6 9 6 (عينا) نصب تبعا للكافور وقيل نصب على المدح وقيل أعني عينا وقال الزجاج الأجود أن يكون المعنى من عين (يشرب بها) وقيل يشربها والياء صلة وقيل بها أي منها (عباد الله) قال ابن عباس أولياء الله (يفجرونها تفجيرها) أي يقودونها حيث شاؤوا من منازلهم وقصورهم كمن يكون له نهر يفجره ههنا إلى حيث يزيد 7 (يوفون بالنذر) هذا من صفاتهم في الدنيا أي كانوا في الدنيا كذلك قال قتادة أراد يوفون بما فرض الله عليهم من الصلاة والزكاة والصوم والحج والعمرة وغير من الواجبات ومعنى النذر الإيجاب وقال مجاهد وعكرمة إذا نذروا في طاعة الله وفوا به أخبرنا أبو الحسن السرخسي أنا زاهر بن أحمد أنا أبو إسحاق الهاشمي أنا أبو مصعب عن مالك عن طلحة بن عبد الملك الأيلي عن القاسم بن محمد عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه \ (ويخافون يوما كان شره مستطيرا) فاشيا ممتدا يقال استطار الصبح إذا امتد وانتشر قال مقاتل كان شره فاشيا في السماوات فانشقت وتناثرت الكواكب وكورت الشمس والقمر وفزعت الملائكة وفي الأرض فنسفت الجبال وغارت المياه وتكسر كل شيء على الأر ضمن جبل وبناء 8 (ويطعمون الطعام على حبه) أي على حب الطعام وقلته وشهوتهم له وحاجتهم إليه وقيل على حب الله (مسكينا) فقيرا لا مال له (ويتيما) صغيرا لا أب له (وأسيرا) قال مجاهد وسعيد بن جبير وعطاء هو المسجون من أهل القبلة وقيل المرأة يقول النبي صلى الله عليه وسلم \ اتقوا الله في النساء فإنه عندكم عوان \ أي أسراء واختلفوا في سبب نزول هذه الآية قال مقاتل نزلت في رجل من الأنصار أطعم في يوم واحد مسكينا ويتيما وأسيرا وروي عن مجاهد وعطاء عن ابن عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب وذلك أنه عمل ليهودي بشيء من شعير فقبض الشعير فطحن ثله فجعلوا منه شيئا ليأكلوه فلما تم إنضاجه أتى مسكين فسأل فأخرجوا إليه الطعام ثم عمل الثلث الثاني فلما تم إنضاجه أتى يتيم فسأل فأطعموه ثم عمل الثلث الباقي فلما تم إنضاجه أتى أسير من المشركين فسأل فأطعموه وطووا يومهم ذلك وهذا قول الحسن وقتادة أن الأسير كان من أهل الشرك وفيه دليل على أن إطعام الأسارى وإن كانوا من أهل الشرك حسن يرجى ثوابه 9 (إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) والشكور مصدر كالعقود والدخول والخروج قال مجاهد وسعيد بن جبير إنهم لم يتكلموا به ولكن علم الله ذلك من قلوبهم فأثنى عليه
(٤٢٨)