المدثر الآية 30 32 30 (عليها تسعة عشر) أي على النار تسعة عشر من الملائكة وهم خزنتها مالك ومعه ثمانية عشر وجاء في الأثر أعينهم كالبرق الخاطف وأنيابهم كالصياصي يخرج لهب النار من أفواههم ما بين منكبي أحدهم مسيرة سنة نزعت منهم الرحمة يرفع أحدهم سبعين ألفا فيرميهم حيث أراد من جهنم قال عمرو بن دينار إن واحدا منهم يدفع بالدفعة الواحدة في جهنم أكثر من ربيعة ومضر قال ابن عباس وقتادة والضحاك لما نزلت هذه الآية قال أبو جهل لقريش ثكلتكم أمهاتكم أسمع ابن أبي كبشة يخبر أن خزنة جهنم تسعة عشر وأنتم الدهم أي الشجعان أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا بواحد من خزنة جهنم قال أبو الأشد أسيد بن كلدة بن خلف الجمحي أنا أكفيكم منهم سبعة عشر عشرة على ظهري وسبعة على بطني فاكفوني أنتم اثنين وروي أنه قال أنا أمشي بين أيديكم على الصراط فأدفع عشرة بمنكبي الأيمن وتسعة بمنكبي الأيسر في النار ونمضي فندخل الجنة 31 فأنزل الله عز وجل (وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) لا رجالا آدميين فمن ذا يغلب الملائكة (وما جعلنا عدتهم) أي عددهم في القلة (إلا فتنة للذين كفروا) أي ضلالة لهم حتى قالوا ما قالوا (ليستيقن الذين أوتوا الكتاب) لأنه مكتوب في التوراة والإنجيل إنهم تسعة عشر (ويزداد الذين آمنوا إيمانا) يعني من آمن من أهل الكتاب يزدادون تصديقا بمحمد صلى الله عليه وسلم إذا وجدوا ما قاله موافقا لما في كتبهم (ولا يرتاب) لا يشك (الذين أوتوا الكتاب والمؤمنون) في عددهم (وليقول الذين في قلوبهم مرض) شك ونفاق (والكافرون) مشركو مكة (ماذا أراد الله بهذا مثلا) أي شيء أراد بهذا الحديث وأراد بالمثل الحديث نفسه (كذلك) أي كما أضل الله من أنكر عدد الخزنة وهدى من صدق كذلك (يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو) قال مقاتل هذا جواب أبي جهل حين قال أما لمحمد أعوان إلا تسعة عشر قال عطاء وما يعلم جنود ربك إلا هو يعني من الملائكة الذين خلقهم لتعذيب أهل النار لا يعلم عدتهم إلا الله والمعنى إن تسعة عشرهم خزنة النار ولهم من الأعوان والجنود من الملائكة ما لا يعلمهم إلا الله عز وجل ثم رجع إلى ذكر سقر فقال (وما هي) يعني النار (إلا ذكرى للبشر) إلا تذكرة وموعظة للناس 32 (كلا والقمر) هذا قسم يقول حقا
(٤١٧)