الإنسان الآية 17 21 17 (ويسقون فيها كأسا كان مزاجها زنجبيلا) يشوق ويطرب والزنجبيل مما كانت العرب تستطيبه جدا فوعدهم الله تعالى أنهم يسقون في الجنة الكأس الممزوجة بزنجبيل الجنة قال مقاتل لا يشبه زنجبيل الدنيا قال ابن عباس كل ما ذكر الله القرآن مما ف الجنة وسماء ليس له في الدنيا مثل وقيل هو عين في الجنة يوجد منها طعم الزنجبيل قال قتادة يشربها المقربون صرفا ويمزج لسائر أهل الجنة 18 (عينا فيها تسمى سلسبيلا) قال قتادة سلسة منقادة لهم يصرفونها حيث شاؤوا قال مجاهد حديدة الجرية قال أبو العالية ومقاتل بن حيان سميت سلسبيلا لأنها تسيل عليهم في الطرق وفي منازلهم تنبع من أصل العرش من جنة عدن إلى أهل الجنان وشارب الجنة على برد الكافور وطعم الزنجبيل وريح المسك قال الزجاج سميت سلسبيلا لأنها في غاية السلاسل تتسلسل في الحلق ومعنى قوله (تسمى) أي توصف لأن أكثر العلماء على أن سلسبيلا صفة لا اسم 19 (ويطوف عليهم ولدان مخلدون إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤا منثورا) قال عطاء يريد في بياض اللؤلؤ وحسنه واللؤلؤ إذا نثر من الخيط على البساط كان أحسن منه منظوما وقال أهل المعاني إنما شبهوا بالمنثور لانتثارهم في الخدمة فلو كانوا صفا لشبهوا بالمنظوم 20 (وإذا رأيت ثم) أي إذا رأيت ببصرك ونظرت به ثم يعني في الجنة (رأيت نعيما) لا يوصف (وملكا كبيرا) وهو أن أدناهم منزلة ينظر إلى ملكه في مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه قال مقاتل والكلبي هو أن رسول رب العزة من الملائكة لا يدخل عليه إلا بإذنه وقيل ملكا لا زوال له 21 (عليهم ثياب سندس) قرأ أهل المدينة وحمزة (عاليهم) ساكنة الياء مكسورة الهاء فيكون في موضع رفع بالابتداء وخبره ثياب سندس وقرأ الآخرون بنصب الياء وضم الهاء على الصفة أي فوقهم وهو نصب على الطرف ثياب سندس (خضر وإستبرق) قرأ نافع وحفص (خضر وإستبرق) مرفوعان عطفا على الثياب وقرأهما حمزة والكسائي مجرورين وقرأ ابن كثير وأبو بكر (خضر) جر (وإستبرق) رفع وقرأ أبو جعفر وأهل البصرة والشام على ضده فالرفع على نعت الثياب والجر على نعت السندس (وحلوا أساور من فضة وسقاهم ربهم شرابا طهورا) قيل طاهرا من الأقذار والإقذاء لم تدنسه الأيدي والأرجل كخمر الدنيا وقال أبو قلابة وإبراهيم إنه لا يصير بولا نجسا ولكنه يصير رشحا
(٤٣٠)