الإنسان الآية 10 16 10 (إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا) تعبس فيه الوجوه من هو له وشدته ونسب العبوب إلى اليوم كما يقال يوم صائم وليل نائم وقيل وصف اليوم بالعبوس لما فيه من الشدة (قمطريرا) قال قتادة ومجاهد ومقاتل القمطرير الذي يقبض الوجوه والجباه بالتعبيس وقال الكلبي العبوس الذي لا انبساط فيه والقمطرير الشديد قال الأخفش القمطرير أشد ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء يقال يوم قمطرير وقماطر إذا كان شديدا كريها واقمطر اليوم فهو مقمطر 11 (فوقاهم الله شر ذلك اليوم) الذي يخافون (ولقاهم نضرة) حسنا في وجوههم (وسرورا) في قلوبهم 12 (وجزاهم بما صبروا) على طاعة الله واجتناب معصيته وقال الضحاك على الفقر وقال عطاء على الجوع (جنة وحريرا) قال الحسن أدخلهم الله الجنة وألبسهم الحرير 13 (متكئين) على الحال (فيها) في الجنة (على الأرائك) السرر في الحجال ولا تكون أريكة إلا إذا اجتمعا (لا يرون فيها شما ولا زمهريرا) أي صيفا ولا شتاء قال مقاتل يعني شمسا يؤذيهم حرها ولا زمهريرا يؤذيهم برده لأنهما يؤذيان في الدنيا والزمهرير البرد الشديد 14 (ودانية عليهم ظلالها) أي قريبة منهم ظلال أشجارها ونصب (دانية) بالعطف على قوله (متكئين) وقيل على موضع قوله (لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا) ويرون (دانية) وقيل على المدح (وذللت) سخرت وقربت (قطوفها) ثمارها (تذليلا) يأكلون من ثمارها قياما وقعودا ومضطجعين ويتناولونها كيف شاؤوا على أي حال كانوا 15 16 (ويطاف عليهم بآنية من فضة وأكواب كانت قواريرا قوارير من فضة) قال المفسرون أراد بياض الفضة في صفاء القوارير فهي من فضة في صفاء الزجاج يرى ما في داخلها من خارجها قال الكلبي إن الله جعل قوارير كل قوم من تراب أرضهم وإن أرض الجنة من فضة فجعل منها قوارير يشربون فيها (قدروها تقديرا) قدروا الكأس على قدر ربهم لا يزيد ولا ينقص أي قدرها لهم السقاة والخدم الذين يطوفون عليهم يقدرونها ثم يسقون
(٤٢٩)