تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢١٢
الحجرات الآية 6 9 6 قوله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا) الآية نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق بعد الوقعة مصدقا وكان بينه وبينهم عداوة في الجاهلية فلما سمع به القوم تلقوه تعظيما لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فحدثه الشيطان أنهم يريدون قتله فهابهم فرجع من الطريق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن بني المصطلق قد منعوا صدقاتهم وأرادوا قتلي فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أن يغزوهم فبلغ القوم رجوعه فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا يا رسول الله سمعنا برسولك فخرجنا نتلقاه ونكرمه ونؤدي إليه ما قبلناه من حق الله عز وجل فبدا له الرجوع فخشينا أنه إنما رده من الطريق كتاب جاءه منك لغض بغضبته علينا وإنا نعوذ بالله من غضبه وغضب رسوله فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعث خالد بن الوليد إليهم خفية في عسكر وأمره أن يخفي عليهم قدوم قومه وقال له انظر فإن رأيت منهم ما يدل على إيمانهم فخذ منهم زكاة أموالهم وإن لم تر ذلك فاستعمل فيهم ما يستعمل في الكفار ففعل ذلك خالد وواقاهم فسمع منهم أذان صلاتي المغرب والعشاء فأخذ منهم صدقاتهم ولم ير منهم إلا الطاعة والخير فانصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره الخبر فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق) يعني الوليد بن عقبة (بنبأ) بخبر (فتبينوا أن تصيبوا) كي لا تصيبوا بالقتل والقتال (قوما) برآء (بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) من إصابتكم بالخطأ 7 (واعلموا أن فيكم رسول الله) فاتقوا الله أن تقولوا باطلا أو تكذبوه فإن الله يخبره ويعرفه أحوالكم فتفتضحوا (لو يطيعكم) أي الرسول (في كثير من الأمر) مما تخبرونه به فيحكم برأيكم (لعنتم) لأثمتم وهلكتم والعنت الإثم والهلاك (ولكن الله حبب إليكم الإيمان) فجعله أحب الأديان إليكم (وزينه) حسنه (في قلوبكم) حتى اخترتموه وتطيعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم (وكره إليكم الكفر والفسوق) قال ابن عباس يريد الكذب (والعصيان) جميع معاصي الله ثم عاد من الخطاب إلى الخبر وقال (أولئك هم الراشدون) المهتدون 8 (فضلا) أي كان هذا فضلا (من الله ونعمة والله عليم حكيم) 9 قوله عز وجل (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما) الآية أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا مسدد ثنا معمر قال
(٢١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 217 ... » »»