تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٢٠٩
الأحقاف الآية 2 واختلفوا في معناه روى الشعبي عن جابر أنه في الذبح يوم الأضحى وهو قول الحسين أي لا تذبحوا قبل أن يذبح النبي صلى الله عليه وسلم وذلك أن ناسا ذبحوا قبل صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فأمرهم أن يعيدوا الذبح أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا محمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا سليمان بن حرب ثنا شعبة عن يزيد عن الشعبي عن البراء قال خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم النحر قال \ إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا ومن ذبح قبل أن نصلي فإنما هو لحم عجله لأهله ليس من النسك في شيء \ وروى مسروق عن عائشة أنه في النهي عن صوم يوم الشك أي لا تصوموا قبل أن يصوم نبيكم أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا إبراهيم بن موسى ثنا هشام بن يوسف أن ابن جريج أخبرهم عن ابن أبي ملكة أن عبد الله بن الزبير أخبرهم أنه قدم ركب من بني تميم على النبي صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر أمر القعقاع معبد بن زرارة وقال عمر بل أمر الأقرع بن حابس قال أبو بكر ما أردت إلا خلافي قال عمر ما أردت خلافك فتماريا حتى ارتفعت أصواتهما فنزلت في ذلك (يا أيها الذي آمنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله) حتى انقضت ورواه نافع عن ابن عمر عن أبي مليكة قال فنزلت (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) إلى قوله (أجر عظيم) وزاد قال ابن الزبير فما كان عمر يسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه الآية حتى يستفهمه ولم يذكر عن أبيه يعني أبا بكر وقال قتادة نزلت الآية في ناس كانوا يقولون لو أنزل في كذا وصنع في كذا وكذا فكره الله ذلك وقال مجاهد لا تفتأوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء حتى يقضيه الله على لسانه وقال الضحاك يعني في القتال وشرائع الدين لا تقضوا أمرا دون الله ورسوله (واتقوا الله) في تضييع حقه ومخالفة أمره (إن الله سميع) لأقوالكم (عليم) بأفعالكم 2 (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض) في أمرهم أن يبجلوه ويفخموه ولا يرفعوا أصواتهم عنده ولا ينادونه كما ينادي بعضهم بعضا (أن تحبط أعمالكم) لئلا تحبط حسنتاكم وقيل مخافة أن تحبط حسناتكم (وأنتم لا تشعرون) أخبرنا إسماعيل عبد القاهر أنا عبد الغافر بن محمد بن عيسى الجلودي ثنا إبراهيم بن محمد بن سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا أبو بكر بن أبي شيبة ثنا الحسن بن موسى ثنا حماد بن سلمة عن ثابت البناني عن أنس بن مالك قال لما نزلت هذه الآية (يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي) الآية جلس ثابت بن قيس في بيته وقال أنا من أهل النار واحتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم فسأل النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن معاذ فقال أبا عمر وما شأن ثابت أيشتكي فقال سعد إنه لجاري وما علمت له شكوى قال
(٢٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 214 ... » »»