تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٨٠
الزمر الآية 37 42 (عباده) بالجمع يعني الأنبياء عليهم السلام قصدهم قومهم بالسوء كما قال (وهمت كل أمة برسولهم ليأخذوه) فكفاه الله شر من عاداهم (ويخوفونك بالذين من دونه) وذلك أنهم خوفوا النبي صلى الله عليه وسلم معرة معاداة الأوثان وقالوا لتكفن عن شتم آلهتنا أو ليصيبنك منهم خبل أو جنون (ومن يضلل الله فماله من هاد) 37 (ومن يهد الله فما له من مضل أليس الله بعزيز ذي انتقام) منيع في ملكه منتقم من أعدائه 38 (ولئن سألتم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل أفرأيتم ما تدعون من دون الله إن أرادني الله بضر) بشدة وبلاء (هل هن كاشفات ضره أو أرادني برحمة) بنعمة وبركة (هل هن ممسكات رحمته) قرأ أهل البصرة (كاشفات) و (ممسكات) بالتنوين من (ضره) (ورحمته) بنصب الراء والتاء وقرأ الآخرون بلا تنوين وجر الراء والتاء على الإضافة قال مقاتل فسألهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك فسكتوا فقال الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (قل حسبي الله) ثقتي به واعتمادي عليه (عليه يتوكل المتوكلون) يثق به الواثقون 39 40 (قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم) أي ينزل عليه عذاب دائم 41 (إنا أنزلنا عليك الكتاب للناس بالحق فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فإنما يضل عليها) وبال ضلالته عليه (وما أنت عليهم بوكيل بحفيظ ورقيب لم توكل بهم ولا تؤخذ بهم 42 قوله عز وجل (الله يتوفى الأنفس) أي الأرواح (حين موتها) فيقبضها عند فناء أكلها وانقضاء آجالها وقوله (حين موتها) يريد موت أجسادها (والتي لم تمت) يريد يتوفى الأنفس التي لم تمت (في منامها) والتي تتوفى عند النوم هي النفس التي يكون بها العقل والتمييز ولكل إنسان
(٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 85 ... » »»