تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٧٩
الزمر الآية 32 36 أهذه خصومتنا أخبرنا عبد الواحد بن أحمد المليحي أنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ثنا علي بن الجعد ثنا ابن أبي ذئب عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال \ من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له أخذ من سيآته فحملت عليه \ أخبرنا أبو عبد الله محمد بن الفصيل الخرقي أنا أبو الحسن الطبري أنا عبد الله بن عمر الجوهري ثنا أحمد بن علي الكشمهيني ثنا علي بن حجر ثنا إسماعيل بن جعفر عن العلاء عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال \ أتدرون من المفلس \ قالوا المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع قال \ إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد كان شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيقضي هذا من حسناته وهذا من حسناته قال فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرب في النار \ 32 قوله عز وجل (فمن أظلم ممن كذب على الله) فزعم أن له ولدا وشريكا (وكذب بالصدق) بالقرآن (إذ جاءه أليس في جهنم مثوى) منزل ومقام (للكافرين) استفهام بمعنى التقرير 33 (والذي جاء بالصدق وصدق به) قال ابن عباس والذي جاء بالصدق يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلا إله إلا الله وصدق به الرسول أيضا بلغه إلى الخلق وقال السدي والذي جاء بالصدق جبريل جاء بالقرآن وصدق به محمد صلى الله عليه وسلم تلقاه بالقبول وقال الكلبي وأبو العالية والذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به أبو بكر رضي الله عنه وقال قتادة ومقاتل والذي جاء بالصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وصدق به هم المؤمنون لقوله عز وجل (أولئك هم المتقون) وقال عطاء والذي جاء بالصدق الأنبياء وصدق به الأتباع وحينئذ يكون الذي بمعنى الذين كقوله تعالى (مثلهم كمثل الذي استوقد نارا) ثم قال (ذهب الله بنورهم) وقال الحسن هم المؤمنون صدقوا به في الدنيا وجاؤوا به في الآخرة وفي قراءة عبد الله بن مسعود والذين جاؤوا بالصدق وصدقوا به (أولئك هم المتقون) 34 35 (لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك جزاء المحسنين ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا) يسترها عليهم بالمغفرة (ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون) قال مقاتل يجزيهم بالمحاسن من أعمالهم ولا يجزيهم بالمساوىء 36 قوله عز وجل (أليس الله بكاف عبده) يعني محمدا صلى الله عليه وسلم وقرأ أبو جعفر وحمزة والكسائي
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»