تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٨٣
الزمر الآية 51 53 51 (فأصابهم سيئات ما كسبوا) أي جزاؤها يعني العذاب ثم أوعد كفار مكة فقال (والذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا وما هم بمعجزين) بفائتين لأن مرجعهم إلى الله عز وجل 52 (أو لم يعلموا أن الله يبسط الرزق لمن يشاء) أي يوسع الرزق لمن يشاء (ويقدر) أي قتر على من يشاء (إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون) 53 قوله عز وجل (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) روى سعيد بن جبير عن ابن عباس أن ناسا من أهل الشرك كانوا قتلوا وأكثروا وزنوا وأكثروا فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم وقالوا إن الذي تدعونا إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة فنزلت هذه الآية وقال عطاء بن أبي رباح عن ابن عباس رضي الله عنهما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وحشي يدعوه إلى الإسلام فأرسل إليه كيف تدعوني إلى دينك وأنت تزعم أن من قتل أو أشرك أو زنى يلق آثاما يضاعف له العذاب وأنا قد فعلت ذلك كله فأنزل (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) فقال وحشي هذا شرط شديد لعلي لا أقدر عليه فهل غير ذلك فأنزل الله تعالى (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) فقال وحشي أراني بعد في شبهة فلا أدر ييغفر لي أم لا فأنزل الله تعالى (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) فقال وحشي نعم هذا فجاء وأسلم فقال المسلمون هذا له خاصة أم للمسلمين عامة فقال بل للمسلمين عامة وروي عن ابن عمر قال نزلت هذه الآية في عباس بن أبي ربيعة والوليد بن الوليد ونفر من المسلمين كانوا قد أسلموا ثم فتنوا وعذبوا فافتتنوا فكنا نقول لا يقبل الله من هؤلاء صرفا ولا عدلا أبدا قوم أسلموا ثم تركوا دينهم لعذاب عذبوا فيه فأنزل الله هذه الآيات فكتبها عمر بن الخطاب بيده ثم بعث بها إلى عياش بن ربيعة والوليد بن الوليد وإلى أولئك النفر فأسلموا وهاجروا وروى مقاتل بن حيان عن نافع عن ابن عمر قال كنا معاشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نرى أو نقول ليس بشيء من حسناتنا إلا وهي مقبولة حتى نزلت (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم) فلما نزلت هذه الآية قلنا ما هذا الذي يبطل أعمالنا فقلنا الكبائر والفواحش قال فكنا إذا رأينا من أصاب شيئا منها قلنا قد هلك فنزلت هذه الآية فكففنا عن القول في ذلك وكنا إذا رأينا أحدا أصاب منها شيئا خفنا عليه وإن لم يصب منها شيئا رجونا وأراد بالإسراف ارتكاب الكبائر وروي عن ابن مسعود أنه دخل المسجد فإذا قاص يقص وهو يذكر النار والأغلال فقام على رأسه فقال يا مذكر لم تقنط الناس ثم قرأ (يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله) أخبرنا أبو بكر بن أبي الهيثم الترابي أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الحموي أنا أبو إسحق إبراهيم بن خزيم
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»