الزمر الآية 43 45 نفسنان إحداهما نفس الحياة وهي التي تفارقه عند الموت فتزول بزوالها النفس والأخرى نفس التمييز وهي التي تفارقه إذا نام وهو بعد النوم يتنفس (فيمسك التي قضى عليها الموت) فلا يردها إلى الجسد قرأ حمزة والكسائي (قضى) بضم القاف وكسر الضاد وفتح الياء (الموت) رفع على ما لم يسم فاعله وقرأ الآخرون بفتح القاف والضاد (الموت) نصب لقوله عز وجل (الله يتوفى الأنفس) (ويرسل الأخرى) ويرد الأخرى وهي التي لم يقض عليها الموت إلى الجسد (إلى أجل مسمى) إلى أين يأتي وقت موته ويقال للإنسان نفس وروح فعند النوم يخرج النفس ويبقي الروح وعن علي قال تخرج الروح عند النوم ويبقى شعاعه في الجسد فبذلك يرى الرؤيا فإذا انتبه من النوم عاد الروح إلى جسده بأسرع من لحظة ويقال إن أرواح الأحياء والأموات تلتقي في المنام فتتعارف ما شاء الله فإذا أرادت الرجوع إلى أجسادها أمسك الله أرواح الأموات عنده وأرسل أرواح الأحياء حتى ترجع إلى أجسادها إلى انقضاء مدة حياتها أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا أحمد بن يونس ثنا زهيد ثنا عبد الله بن عمر حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم \ إذا آوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخله إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه ثم يقول باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين \ (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) لدلالات على قدرته حيث لم يغلط في إمساك ما يمسك من الأرواح وإرسال ما يرسل منها قال مقاتل لعلامات لقوم يتفكرون في أمر البعث يعني إن توفي نفس النائم وإرسالها بعد التوفي دليل على البعث 43 (أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل) يا محمد (أولو كانوا) وإن كانوا يعني الآلهة (لا يملكون شيئا) من الشفاعة (ولا يعقلون) أنكم تعبدونهم جواب هذا محذوف تقديره وإن كانوا بهذه الصفة تتخذونهم 44 (قل لله الشفاعة جميعا) قال مجاهد لا يشفع أحد إلا بإذنه (له ملك السماوات والأرض ثم إليه ترجعون وإذا ذكر الله وحده اشمأزت) نفرت وقال ابن عباس ومجاهد ومقاتل انقبضت عن التوحيد وقال قتادة استكبرت وأصل الاشمئزاز النفور والاستكبار (قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة) 45 (وإذا ذكر الذين من دونه) يعني الأصنام (إذا هم يستبشرون) يفرحون قال مجاهد ومقاتل وذلك حين قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة والنجم فألقى الشيطان في أمنيته تلك الغرانيق العلى ففرح به الكفار
(٨١)