الزمر الآية 56 57 عما أنت فيه قال فيقول خلني وربي قال حتى وجده يوما على ذنب استعظمه فقال اقصر فقال خلني وربي أبعثت علي رقيبا فقال والله لا يغفر الله لك أبدا ولا يدخلك الله الجنة أبدا قال فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما فاجتمعا عنده فقال للمذنب ادخل الجنة برحمتي وقال للآخر أتستطيع أن تحظر على عبدي رحمتي فقال لا يا رب فقال اذهبوا به إلى النار \ قال أبو هريرة والذي نفسي بيده لقد تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته قوله عز وجل (إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم) أخبرنا عبد الرحمن بن أبي بكر القفال أنا أبو مسعود محمد بن أحمد بن يونس الخطيب ثنا محمد بن يعقوب الأصم ثنا أبو قلابة ثنا أبو عاصم ثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار عن عطاء عن ابن عباس في قوله تعالى (إلا اللمم) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن تغفر اللهم تغفر جما وأي عبد لك لا ألما) 54 قوله عز وجل (وأنيبوا إلى ربكم) أقبلوا وارجعوا إليه بالطاعة (وأسلموا له) وأخلصوا له التوحيد (من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون) 55 (واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم) يعني القرآن والقرآن كله حسن ومعنى الآية ما قاله الحسن التزموا طاعته واجتنبوا معصيته فإن في القرآن ذكر القبيح لتجتنبه وذكر الأدون لئلا يرغب فيه وذكر الأحسن لتؤثره قال السدي الأحسن ما أمر الله به في الكتاب (من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون) 56 (أن تقول نفس) يعني لئلا تقول نفس كقوله (وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) يعني لئلا تميد بكم قال المبرد أي بادروا واحذروا أن تقول نفس وقال الزجاج خوف أن تصيروا إلى حال تقولون هذا القول (يا حسرتي) يا ندامتا والتحسر الإغتمام على ما فات وأراد يا حسرتي على الإضافة لكن العرب تحول ياء الكناية ألفا في الاستغاثة فتقول يا ويلتي ويا ندامتا وربما ألحقوا بها الياء بعد الألف ليدل على الإضافة وكذلك قرأ أبو جعفر يا حسرتاي وقيل معنى قوله يا حسرتا يا أيتها الحسرة هذا وقتك (على ما فرطت في جنب الله) قال الحسن قصرت في طاعة الله وقال مجاهد في أمر الله وقال سعيد بن جبير في حق الله وقيل ضيعت في ذات الله وقيل معناه قصرت في الجانب الذي يردني إلى رضاء الله والعرب تسمي الجنب جانبا (وإن كنت لمن الساخرين) المستهزئين بدين الله وكتابه ورسوله والمؤمنين قال قتادة لم يكفه أن ضيع طاعة الله حتى جعل يسخر بأهل طاعته 57 58 (أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين أو تقول حين ترى العذاب) عيانا (لو أن لي كرة) رجعة إلى الدنيا (فأكون من المحسنين) الموحدين
(٨٥)