تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٧٤
الزمر الآية 11 16 الهجرة من البلد الذي يظهر فيه المعاصي وقيل نزلت في مهاجري الحبشة وقال سعيد بن جبير من أمر بالمعاصي ببلد فليهرب منها إلى غيرها (إنما يوفى الصابرون أجبرهم بغير حساب) الذين صبروا على دينهم فلم يتركوه للأذى وقيل نزلت في جعفر بن أبي طالب وأصحابه حيث لم يتركوا دينهم لما اشتد بهم البلاء وصبروا وهاجروا قال علي رضي الله عنه كل مطيع يكال له كيلا ويوزن له وزنا إلا الصابرين فإنه يحثى لهم حثيا ويروى \ يؤتي بأهل البلاء فلا ينصب لهم ميزان ولا ينشر لهم ديوان ويصب عليهم الأجر صبا بغير حساب \ قال الله تعالى (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) حتى يتمنى أهل العافية في الدنيا أن أجسادهم تقرض بالمقاريض مما يذهب به أهل البلاء من الفضل 11 (قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين) مخلصا له التوحيد لا أشرك به شيئا 12 (وأمرت لأن أكون أول المسلمين) من هذه الأمة 13 (قل إني أخاف إن عصيت ربي) وعبدت غيره (عذاب يوم عظيم) وهذا حين دعي إلى دين آبائه 14 15 (قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه) أمر توبيخ وتهديد كقوله (اعلموا ما شئتم) (قل إن الخاسرين خسروا أنفسهم وأهليهم) أزواجهم وخدمهم (يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين) قال ابن عباس وذلك أن الله جعل لكم إنسان منزلا في الجنة وأهلا فمن عمل بطاعة الله كان ذلك المنزل والأهل له ومن عمل بمعصية الله دخل النار وكان ذلك المنزل والأهل لغيره ممن عمل بطاعة الله وقيل خسران النفس بدخول النار وخسران الأهل بأن يفرق بينه وبين أهله وذلك هو الخسران المبين 16 (لهم من فوقهم ظلل من النار) أطباق سرادقات من النار ودخانها (ومن تحتهم ظلل) فراش ومهاد من نار إلى أن ينتهي إلى القعر سمي الأسفل ظللا لأنها ظلل لمن تحتهم نظيرها قوله عز وجل (لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش) (ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون)
(٧٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 79 ... » »»