سورة العلق (11 19) سفيان ثنا مسلم بن الحجاج ثنا عبد الله بن معاذ ومحمد بن عبد الأعلى القيسي قالا ثنا المعتمر عن أبيه حدثني نعيم بن أبي هند عن أبي حازم عن أبي هريرة قال قال أبو جهل هل يعفر محمد وجهه بين أظهركم فقيل نعم فقال واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأطأن على رقتته ولأعفرن وجهه في التراب قال فأتى رسول الهل صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ليطأ على رقبته فما فجأهم منه إلا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه قال فقيل له مالك يا أبا الحكم قال إن بين وبينه لخندقا من نار وهولا وأجنحة فقال رسول الهل صلى الله عليه وسلم لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا قال فأنزل الله لا ندري في حديث أبي هريرة أو شيء بلغه (كلا إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعي أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) الآيات ومعنى أرأيت ههنا تعجيب للمخاطب وكرر هذه اللفظة للتأكيد (أرأيت إن كان إلى الهدى) يعني العبد المنهي وهو محمد صلى الله عليه وسلم (أو أمر بالتقوى) يعني بالإخلاص والتوحيد (أرأيت إن كذب) يعني أبا جهل (وتولى) عن الإيمان وتقدير نظم الآية أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى وهو على الهدى أمر بالتقوى والناهي مكذب متول عن الإيمان فما أعجب من هذا (ألم يعلم) يعني أبا جهل (بأن الله يرى) ذلك فيجازيه به (كلا) لا يعلم ذلك (لئن لم ينته) عن إيذاء محمد صلى الله عليه وسلم وتكذيبه (لنسفعا بالنصاية) لنأخذن بناصيته فلنجزنه من النار كما قال (فيؤخذ بالنواصي والأقدام) ياقل سعفت بالشيء إذا أخذته وجذبته جذبا شديدا والناصية شعر مقدم الرأس ثم قال على البدل (ناصية كاذبة خاطئة) أي صاحبها كاذب خاطئ قال ابن عباس لما نهى أبو جهل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصلاة انتهره رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال أبو جهل أتنتهرني فوالله لأملأن عليك هذا الوادي أن شئت خيلا جردا ورجالا مردا قال الله عز وجل (فليدع ناديه) أي قومه وعشيرته أي فليستنصر بهم (سندع الزبانية) جمع زبنى مأخوذ من الزبن وهو الدفع قال ابن عبسا يريد زبانية جهنم سموا بها لأنهم يدفعون أهل النار إليها قال الزجاج هم الملائكة الغلاظ الشداد قال ابن عباس لو دعا ناديه لأخذته زبانية الله ثم قال (كلا) ليس الأمر على ما عليه أبو جهل (لا تطعه) في ترك الصلاة (واسجد)
(٥٠٨)