تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٩
صل لله (واقترب) من الله أخبرنا أبو ظاهر عمر بن عبد العزيز القاشاني أنا أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ثنا أبو علي محمد بن أحمد اللؤلؤي ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث ثنا أحمد بن صالح وأحمد نب عمرو بن السراج ومحمد بن سلمة قالوا أخبرنا وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن عمارة بن غزية عن سمي مولى أبي بكر أنه سمع أبا صلاح ذكوان يحدث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء سورة القدر مكية وهي خمس آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة القدر (1 2) (إنا أنزلناه في ليلة القدر) يعني القرآن كناية عن غير مذكور أنزله جملة واحدة في ليلة القدر من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا فوضعه في بت العزة ثم كان ينزل به جبريل عليه السالم نجوما في عشرين سنة ثم عجب نبيه فقال (وما أدراك ما ليلة القدر) سميت ليلة القدر لأنها تقدير الأمور والأحكام يقدر الله فهيا أمر السنة في عباده وبلاده إلى السنة المقبلة كقوله تعالى (فهيا يفرق كل أمر حكيم) وهو مصدر قولهم قدر الله الشيء بالتخفيف قدرا وقدرا كالنهر والنهر والشعر والشعر وقدره بالتشديد تقديرا بمعنى واحد قيل للحسين بن الفضل أليس قد قدر الله المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض قال نعم قيل فما معنى ليلة القدر قا لسوق المقادير التي خلقها إلى المواقيت وتنفيذ القضاء المقدور وقال الأزهري وليلة العظمة والشرف من قول الناس لفلان عند الأمير قدر أي جاه ومنزلة يقال قدرت فلانا أي عظمته قال الله تعالى (وما قدروا الله حق قدره) أي ما عظموه حق تعظيمه وقيل لأن العلم الصالح فيه يكون ذا قدر عند الله لكونه مقبولا واختلفوا في وقتها فقال بعضهم إنها كانت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم رفعت وعامة الصحابة والعلماء على أنها باقية إلى يوم القيامة وروي عن عبد الله بن الحسين مولى معاوية قال قلت لأبي هريرة زعموا أن ليلة القدر قد رفعت قال كذب من قال ذلك قلت هي في كل شهر قال لا بل في شهر رمضان فاستقبله
(٥٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 504 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 ... » »»