تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٤
سورة التين مكية وهي ثمان آيات بسم الله الرحمن الرحيم سورة التين (1 5) (والتين والزيتون) قال ابن عباس والحسن ومجاهد واإبراهيم وعطاء بن أبي رباح ومقاتل والكلبي هو تينكم الذي تأكلونه وزيتونكم هذا الذي تعصرون منه الزيت قيل خص التين بالقسم لأنها فاكهة مختصة لا عجم فيها شبيهة بفواكه الجنة والزيتون شجرة مباركة جاء بها الحديث وهو تمر ودهن يصلح للاصطباغ والاصطباح وقال عكرمة هما جبلان قال قتادة التين الجبل الذي عليه دمشق والزيتون الجبل الذي عليه بيت المقدس لأنهما ينبتان التين والزيتون وقال الضحاك هما مسجدان بالشم قال ابن زيد التين مسجد دمشق والزيتون مسجد بيت المقدس وقال محمد بن كعب التين مسجد أصحاب الكهف والزيتون مسجد إيليا (وطور سينين) يعني الجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه السلام وذكرنا معناه عند قوله (وشجرة تخرج من طور سيناء ((وهذا البلد الأمين) أي الآمن يعني مكة يأمن في الناس في الجاهلية والإسلام هذه أقسام والمقسم عليه قوله (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) أعدل قامة وأحسن صورة وذلك أه خلق كل حيوان منكبا على وجهه إلا الإنسان خلقه مديد القامة يتناول مأكوله بيده مزينا بالعقل والتمييز (ثم رددناه أسفل سافلين) يريد إلى الهرم أرذل العمر فينص عقله ويضعف بدنه والسافلون هم الضعفاء والزمنى والأطفال فالشيخ الكبير من هؤلاء جميعا وأسفل سافلين نكرة تعم الجنس كما تقول فلان أكرم قائم وفي مصحف عبد الله (أسفل السافلين) وقال الحسن وقتادة ومجاهد يعني ثم رددناه إلى النار يعني إلى أسفل السافلين لأن جهنم بعضا أسفل من بعض قال أبو العالية يعني إلى النار في شر صورة في صورة خنزير
(٥٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 500 501 502 503 504 505 506 507 508 509 ... » »»