سورة التين (6 8) ثن استثنى فقال (إلا الذين آمنوا) فإنهم لا يردون إلى النار ومن قال بالقول الأول قال رددناه أسفل سافلين فزالت عقولهم وانقطعت أعماله فلا يكتب لهم حسنة إلا الذين آمنوا (وعملوا الصالحات) فإنه يكتب لهم بعد الهرم والخرف مثل الذي كانوا يعملون في حال الشباب والصحة وقال ابن عباس هم نفر ردو إلى أرذل العمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنزل الله تعالى عذرهم فأخبر أن أجرهم الذي عملوا قبل أن تذهب عقولهم قال عكرمة لم يضر هذا الشيخ كبره إذ ختم الله له بأحسن ما كان يعمل وروى عاصم الأحول عن عكرمة عن ابن عباس قال (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) قال إلا الذين قرؤا القرآن وقال من قرأ القرآن لم يرد أرذل العمر (فلهم أجر غير ممنون) غير مقطوع لأنه يكتب هل كصالح ما كان يعمل قال الضحاك أجر بغير عمل ثم قال إلزاما للحجة (فما يكذبك) أيها الإنسان (بعد) أي بعد هذه الحجة والبرهان (بالدين) بالحسبا والجزاء والمعنى أن لا تتفكر في صورتك وشبابك وهرمك فتعتبر وتقول إن الذي فعل ذلك قادر على أن يبعثني ويحاسبني فما الذي يكذبك بالمجازاة بعد هذه الحجج (أليس الله بأحكم الحاكمين) بأقضى القاضين قال مقاتل يحكم بينك وبين أهل التكذيب يا محمد وروينا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من قرأ والتين والزيتون فانتهى إلى آخرها أليس الله بأحكم الحاكمين فليق بلى وأنا على ذلك من الشاهدين أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف ثنا محمد بن إسماعيل أنا أبو الوليد ثنا شعبة عن عدي قال سمعت البراء قال إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون
(٥٠٥)