ص الآية 9 12 لشيء يراد) أي لأمر يراد بنا وذلك أن عمر لما أسلم وحصل للمسلمين قوة لمكانه قالوا إن هذا الذي نراه من زيادة أصحاب محمد لشيء يراد بنا وقيل يراد بأهل الأرض وقيل يراد بمحمد أن يملك علينا 7 (ما سمعنا بهذا) أي بهذا الذي يقوله محمد من التوحيد (في الملة الآخرة) قال ابن عباس والكلبي ومقاتل يعنون في النصرانية لأنها آخر الملل وهم لا يوحدون بل يقولون ثالث ثلاثة وقال مجاهد وقتادة يعنون ملة قريش ودينهم الذي هم عليه (إن هذا إلا اختلاق) كذب وافتعال 8 (أأنزل عليه الذكر) القرآن (من بيننا) وليس بأكبرنا ولا أشرفنا يقوله أهل مكة قال الله عز وجل (بل هم في شك من ذكري) أي وحي وما أنزلت (بل لما يذوقوا عذاب) أي لم يذوقوا عذابي ولو ذاقوه لما قالوا هذا القول 9 (أم عندهم) أعندهم (خزائن رحمة ربك) يعني نعمة ربك مفاتيح النبوة يعطونها من شاؤوا ونظيره أهم يقسمون رحمت ربك أي نبوة ربك (العزيز الوهاب) العزيز في ملكه الوهاب وهب النبوة لمحمد صلى الله عليه وسلم 10 (أم لهم ملك السماوات والأرض وما بينهما) أي ليس لهم ذلك (فليرتقوا في الأسباب) أي إن ادعوا شيئا من ذلك فليصعدوا في الأسباب التي توصلهم إلى السماء فليأتوا منها بالوحي إلى من يختارون قال مجاهد وقتادة أراد بالأسباب أبواب السماء وطرقها من سماء إلى سماء وكل ما يوصلك إلى شيء من باب أو طريق فهو سببه وهذا أمر توبيخ وتعجيز 11 (جند ما هنالك) أي هؤلاء الذين يقولون هذا القول جند ما هنالك و (ما) صلة (مهزوم) مغلوب (من الأحزاب) أي من جملة الأجناد يعني قرشا قال قتادة أخبر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم وهو بمكة أنه سيهزم جند المشركين وقال سيهزم الجمع ويولون الدبر فجاء تأويلها يوم بدر وهناك إشارة إلى بدر ومصارعهم من الأحزاب أي من جملة الأحزاب أي هم من القرون الماضية الذين تحزبوا وتجمعوا على الأنبياء بالتكذيب فقهروا وأهلكوا 12 ثم قال معزيا لنبيه صلى الله عليه وسلم (كذبت قبلهم قوم نوح وعاد وفرعون ذو الأوتاد) قال ابن عباس ومحمد بن كعب ذو البناء المحكم وقيل أراد ذو الملك الشديد الثابت وقال القتيبي تقول العرب هم في عز ثابت الأوتاد يريدون أنه دائم شديد وقال الأسود بن يعفر (ولقد غنوا فيها بأنعم عيشة في ظل ملك ثابت الأوتاد)
(٤٩)