تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٣
النازعات الآية 8 14 عطاء الراجفة القيامة والرادفة البعث وأصل الرجفة الصوت والحركة أخبرنا أحمد بن إبراهيم الشريحي أنا أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي أخبرني ابن فنجويه ثنا عبد الله بن يوسف بن أحمد بن مالك ثنا محمد بن هارون الحضرمي ثنا الحسين بن عرفة ثنا قبيصة بن عقبة عن سفيان الثوري عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبي بن كعب قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام وقال \ يا أيها الناس اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه \ 8 (قلوب يومئذ واجفة) خائفة قلقة مضطربة وسمي الوجيف في السير لشدة اضطرابه يقال وجف القلب ووجف وجوفا ووجيفا ووجوبا ووجيبا وقال مجاهد وجلة وقال السدي زائلة عن أماكنها نظيره (إذ القلوب لدى الحناجر) 9 (أبصارها خاشعة) ذليلة كقوله (خاشعين من الذل) الآية 10 (يقولون) يعني المنكوبين للبعث إذا قيل لهم إنكم مبعوثون من بعد الموت (أئنا لمردودون في الحافرة) أي إلى أول الحال وابتداء الأمر فنصير أحياء بعد الموت كما كنا تقول العرب رجع فلان في حافرته أي رجع من حيث جاء والحافرة عندهم اسم لابتداء الشيء وأول الشيء وقال بعضهم الحافرة وجه الأرض التي تحفر فيها قبورهم سميت الحافرة بمعنى المحفورة كقوله (عيشة راضية) أي مرضية وقيل سميت حافرة لأنها مستقر الحوافر أي أئنا لمردودون إلى الأرض فنبعث خلقا جديدا نمشي عليها وقال ابن زيد الحافرة النار 11 (أئذا كنا عظاما نخرة) قرأ نافع وابن عامر والكسائي ويعقوب (أئنا) مستفهم (إذا) بتركه ضده أبو جعفر الباقون باستفهامها وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر (عظاما ناخرة) والآخرون (نخرة) وهما لغتان مثل الطمع والطامع والحذر والحاذر ومعناهما البالية وفرق قوم بينهما فقالوا النخرة البالية والناخرة المجوفة التي تمر فيها الريح فتنخر أي تصوت 12 (قالوا) يعني المنكرين (تلك إذا كرة خاسرة) رجعة خائبة يعني إن رددنا بعد الموت لنخسرن بما يصيبنا بعد الموت 13 قال الله عز وجل (فإنما هي) يعني النفخة الأخيرة (زجرة) صيحة (واحدة) يسمعونها 14 (فإذا هم بالساهرة) يعني وجه الأرض أي صاروا على وجه الأرض بعدما كانوا في جوفها والعرب
(٤٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 438 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 ... » »»