تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٤٠
النبأ الآية 38 40 والرحمن خبره وقرأ الآخرون بالجر اتباعا لقوله من ربك وقرأ ابن عامر وعاصم ويعقوب (الرحمن) جرا اتباعا لقوله (رب السماوات والأرض) وقرأ الآخرون بالرفع فحمزة والكسائي يقرآن (رب) بالخفض لقربه من قوله (جزاء من ربك) ويقرآن (الرحمن) بالرفع لبعده منه على الاستئناف وقوله (لا يملكون) في موضع رفع خبره ومعنى (لا يملكون منه خطابا) قال مقاتل لا يقدر الخلق على أن يكلموا الرب إلا بإذنه وقال الكلبي لا يملكون شفاعة إلا بإذنه 38 (يوم يقوم الروح) أي في ذلك اليوم (والملائكة صفا) واختلفوا في هذا الروح قال الشعبي والضحاك هو جبريل وقال عطاء عن ابن عباس الروح ملك من الملائكة ما خلق الله مخلوقا أعظم منه فإذا كان يوم القيامة قام وحده صفا وقامت الملائكة كلهم صفا واحدا فيكون عظم خلقه مثلهم وعن ابن مسعود الروح ملك أعظم من السماوات ومن الجبال ومن الملائكة وهو في السماء الرابعة يسبح كل يوم اثني عشر ألف تسبيحة يخلق الله من كل تسبيحة ملكا يجيء يوم القيامة صفا وحده وقال مجاهد وقتادة وأبو صالح الروح خلق على صورة بني آدم وليسوا بناس يقومون صفا والملائكة صفا هؤلاء جند وهؤلاء جند وروى مجاهد عن ابن عباس قال هم خلق على صورة بني آدم وما ينزل من السماء ملك إلا معه واحد منهم وقال الحسن هو بنو آدم ورواه قتادة عن ابن عباس وقال هذا مما كان يكتمه ابن عباس والملائكة صفا قال الشعبي هما سماطا رب العالمين يوم يقوم سماط من الروح وسماط من الملائكة (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) في الدنيا أي حقا وقيل قال لا إله إلا الله 39 (ذلك اليوم الحق) الكائن الواقع يعني يوم القيامة (فمن شاء اتخذ إلى ربه مآبا) مرجعا وسبيلا بطاعته أي فمن شاء رجع إلى الله بطاعته 40 (إنا أنذرناكم عذابا قريبا) يعني العذاب في الآخرة وكل ما هو آت قريب (يوم ينظر المرء ما قدمت يداه) أي كل امرئ يرى في ذلك اليوم ما قدم من العمل مثبتا في صحيفته (ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا) قال عبد الله بن عمرو إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وحشر الدواب والبهائم والوحوش ثم يجعل القصاص بين البهائم حتى يقتص للشاة الجماء من الشاة القرناء تنطحها فإذا فرغ من القصاص قيل لها كوني ترابا فعند ذلك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ومثله عن مجاهد وقال مقاتل يجمع الله الوحوش والبهائم والهوام والطير فيقضي بينهم حتى يقتص للجماء من القرناء ثم يقول لهم إنما خلقتكم وسخرتكم لبني آدم وكنتم مطيعين إياهم أيام حياتكم فارجعوا إلى
(٤٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 435 436 437 438 439 440 441 442 443 444 445 ... » »»