تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٣٤
المرسلات الآية 24 32 القدرة لقوله (فنعم القادرون) وقيل معناهما واحد وقوله (فنعم القادرون) أي المقدرون 24 25 (ويل يومئذ للمكذبين ألم نجعل الأرض كفاتا) وعاء ومعنى الكفت الضم والجمع يقال كفت الشيء إذا ضمه وجمعه وقال الفراء يريد تكفتهم أحياء على ظهرها في دورهم ومنازلهم وتكفتهم أمواتا في بطنها أي تحوزهم 26 27 وهو قوله (أحياء وأمواتا وجعلنا فيها رواسي) جبالا (شامخات) عاليا (وأسقيناكم ماء فراتا) عذبا 28 (ويل يومئذ للمكذبين) قال مقاتل وهذا كله أعجب من البعث الذي تكذبون به ثم أخبر أنه يقال لهم يوم القيامة 29 (انطلقوا إلى ما كنتم به تكذبون) في الدنيا 30 (انطلقوا إلى ظل ذي ثلاث شعب) يعني دخان جهنم إذا ارتفع انشعب وافترق ثلاث فرق وقيل يخرج عنق من النار فيتشعب ثلاث نور ودخان ولهب فأما النور فيقف على رؤوس المؤمنين والدخان يقف على رؤس المنافقين واللهب الصافي يقف على رؤوس الكافرين 31 ثم وصف ذلك الظل فقال (لا ظليل) يظل من الحر (ولا يغني من اللهب) قال الكلبي لا يرد لهب جهنم عنكم والمعنى أنهم إذا استظلوا بذلك الظل لم يدفع عنهم حر اللهب 32 (إنها) يعني جهنم (ترمي بشرر) وهو ما تطاير من النار واحدها شرر (كالقصر) وهو البناء العظيم قال ابن مسعود يعني الحصون وقال عبد الرحمن بن عباس عن قوله (إنها ترمي بشرر كالقصر) قال هي الخشب العظام المقطعة وكنا نعمد إلى الخشب فنقطعها ثلاثة أذرع وفوق ذلك ودونه ندخرها للشتاء فكنا نسميها القصر وقال سعيد بن جبير والضحاك هي أصول النخل والشجر العظام واحدتها قصرة مثل تمرة وتمر وجمرة وجمر وقرأ علي وابن عباس (كالقصر) بفتح الصاد أي أعناق النخل والقصرة العنق وجمعها قصر وقصرات
(٤٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 429 430 431 432 433 434 435 436 437 438 439 ... » »»